مات المسيح على الصليب ويدعو كل مؤمن به الى حمله، وإلا لن تكون له الحياة الأبدية.
مات المسيح من أجلنا، ورُفع على الصليب الذي كان يُعتبر علامة للموت، ولكن مع المسيح أصبح علامة للحياة به ينتصر المؤمن على الموت، لا بل أصبح علامة لكل إنسان أراد أن يلتحق بمدرسة الحياة، مدرسة الحب.
فإذا كانت إشارة القلب علامة الحب عند العاشقين فإن الصليب هو علامة الحب عند المؤمنين، فإذا شاهدت أحدهم يضع علامة الصليب وهو مؤمن به فإنه يقول لك حتى ولو كنت عدوه أنه يحبك حتى الموت.
أظهر لنا يسوع أقسى درجات الحب تعبيراً على الصليب، وهو حب الله للبشر. فالصليب يلد الحب والحب يلد الصليب، فكما أن الإنسان لا يحيا دون قلب، فهو لا يحيا دون حب وبالتالي دون الصليب."لأنَّ الذي يُريدُ أنْ يُخلِّصَ حَياتَهُ يَخسَرُها"
عندما نتأمل يسوع وهو مسمرا على الصليب فإننا نتأمل محبة الله اللامتناهية والغير محدودة والغير مشروطة لكل إنسان، وهذا هو سبيل الخلاص الوحيد للبشرية جمعاء "مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني، فلْيُنكِرْ نَفسَهُ ويَحمِلْ صليبَهُ ويَتبَعْني"
فمن أعلى الصليب تفجرت الرحمة الإلهية للعالم أجمع. بالصليب وجد اللص لروحه خلاصاً وسبق بذلك تلاميذ يسوع جميعاً، وبالصليب غلبنا الموت "ولكن الذي يَخسَرُ حَياتَهُ في سَبـيلي وسَبـيلِ البِشارَةِ يُخَلِّصُها" وبالصليب أُعطيت لنا الحياة وبالصليب ورثنا الرجاء.
لذلك يرسم المؤمن إشارة الصليب قبل البدء بأي نشاط لتكون له الحياة، في الصباح بداية النهار، وفي المساء نهايته ليتبارك كل نشاط صغيراً كان أو كبيراً.
واليوم مع بداية هذا النهار نجدد إيماننا بصليب الرب صليب الحب ونرسم إشارة الصليب على رأسنا ونطلب من الرب أن يبارك أفكارنا وعلى أحشائنا ليبارك عواطفنا وعلى الكتفين شمالاً ويميناً ليبارك أعمالنا. آمين.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/