HTML مخصص
30 Jan
30Jan

     
القدّيس أمبروسيوس هو أحد الآباء المعروفين في دير أوبتينو في روسيا.
رقد عام ١٨٩١.

الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة أعلنت قداسته عام ١٩٨٨ ويعيّد له في ١٠ تشرين الأوّل.

يقول القدّيس أمبروسيوس لتلميذه :
إعرف، يا ولدي، أنّه في الأيّام الأخيرة، ستأتي أزمنةٌ صعبة كما قال الرّسول (٢ تي ١:٣)، وبسبب قلّة الإيمان، ستظهر الهرطقات والشقاقات في الكنيسة.

عندها، كما قال الآباء القدّيسون، لن تجد بين الإكليروس أو في الأديرة، أناساً صارمين ومختبرين في الحياة الرّوحية.
لذلك، سوف تنتشر الهرطقات في كلّ أنحاء العالم وكثير من النّاس سينخدعون بها.

عدو البشريّة سيتحرّك بدهاء ليضلّ المختارّين متى سنحت له الفرصة.

لن يبدأ بنكران عقائد الثالوث القدّوس أو ألوهة يسوع المسيح ولن يتعرّض لوالدة الإله، ولكنّه سيحاول بصورة غير محسوسة أن يشوّه تعاليم الآباء القدّيسين وبمعنى آخر تعاليم الكنيسة المقدّسة.

قلّة من النّاس سوف يلاحظون حيلة العدو وأساليبه.

فقط المختبرون في الحياة الروحيّة سيميّزون تحركاته.

الهراطقة سيستولون أكثر فأكثر على الكنيسة في كلّ أنحاء العالم، ويعيّنون عمّالهم، ويهملون الرّوحانيّة.
لكنّ الرّبّ الإله لن يترك خدّامه بدون حماية.

في الواقع، إنّ الواجب الفعليّ للشياطين هو إضطهاد الرعاة الحقيقيين وزجّهم في السّجن، لأنّه بغير ذلك، لن يستطيعوا أن يأسروا القطيع الروحي بهرطقاتهم.

لذلك، يا بني، عندما ترى في الكنيسة، أنّهم يحقّرون الأفعال الإلهيّة الّتي علّمها الآباء القدّيسون، بالترتيب الّذي أقامه الله، فاعلم أنّ الهراطقة أصبحوا حاضرين.

واعلم يقيناً، أنّهم، في الآونة الأولى، سيخفون مقاصدهم الشريرة، وسيقومون بتشويه الإيمان المقدّس بطريقة مستترة، ليستطعوا، بشكل أفضل، خداع المؤمنين غير المختبرين.

إعلان خاص


سوف يضطهدون بالطريقة عينها الرعاة وخدّام الله، لأنّ الشيطان، مبدع الهرطقة، لا يستطيع أن يحتمل الترتيب المقدّس.


كالذئاب في ثياب حملان، سوف يُعرفون لحبّهم للمجد الباطل والفسق وعطشهم للسلطة.

كلّ هؤلاء هم خونة، سيثيرون الكراهية والحقد في كلّ مكان، لذلك قال السّيّد سنعرفهم، بسهولة، من ثمارهم.

أما خدّام الله الحقيقيون فهم ودعاء، محبّون للإخوة ويُطيعون الكنيسة بترتيبها وتقاليدها.

في هذا الزمن، سوف يتعرّض الرّهبان لضغوط كبيرة من الهراطقة الّذين سيستهزئون بالحياة الرّهبانيّة.

المجموعات الرّهبانيّة ستفتقر، وسيقلّ عدد الرّهبان.

الّذين سيصمدون سيكونون عرضةً للعنف.

الّذين يحتقرون الحياة الرهبانيّة، ويدّعون التقى، سيجتهدون لاجتذاب الرهبان إلى جهتهم، واعدين إياهم بالحماية والحسنات (أي الرخاء)، وسوف يهدّدون بالنّفي كلّ من لن يخضع لضغوطاتهم.

وبسبب هذه التهديدات، سوف يضطرب الضعفاء النّفوس.
إذا عشت إلى ذلك الحين، افرح وتهلل، لأنه في هذه الأزمنة، المؤمنون الّذين لا يمتلكون أيّة فضيلة سوى ثباتهم في الإيمان سوف يحصلون على إكليل الغلبة، بحسب قول السّيّد "كل من يعترف بي أمام النّاس، أعترف به أمام أبي السّماوي".

اقتني يا بني مخافة الله، ولا تخسر هذا الإكليل لئلا يلقي بك المسيح في الظّلمات الخارجيّة والعذاب الأبدي.

اثبت بشجاعة في الإيمان وكابد بفرحٍ الاضطهادات وكلّ المحن لأنّه حينها فقط سوف يقف السّيّد إلى جانبك... وكلّ القدّيسين من شهداء ومعترفين سوف يرون بفرح جهادك.

لكن في هذه الأيام، الويل للرّهبان المتعلّقين بالمقتنيات والغنى، والّذين بسبب ابتغائهم الراحة، سوف يقبلون الانصياع للهراطقة.

سوف يُسكِتون ضمائرهم بقولهم:"سننقذ الدّير، والرّبّ الإله سيسامحنا."

هؤلاء الرّهبان الأشقياء والعميان، لا يفكرون حتّى إنّه بقبولهم للهرطقات والهراطقة سوف يدخل الشيطان إلى الدّير وبالتّالي لن يعود ديراً مقدّساً بل مجرّد حجارة قد غادرتها النّعمة الإلهيّة إلى الأبد!
إلا أنّ الرّبّ الإله هو أقوى من الشيطان، ولن يتخلّى عن خدّامه.

حتّى في الأزمنة الأخيرة سوف يكون هناك مسيحيّون حقيقيّون ولكنّهم سيختارون الأمكنة المنعزلة والصّحراء.

لا تخف من المحن، لكن خَفْ من الهرطقة المفسدة، لأنها تطرد النّعمة وتفصلنا عن المسيح، لذلك يأمرنا المسيح بأن نرى المهرطق كعابد أوثان وفرّيسي.
يا بني، تثبّت بنعمة المسيح يسوع.
وبفرحٍ سارع إلى الشهادة بإيمانك وكابد كلّ التعذبات من أجل المسيح يسوع كالجندي الصّالح الّذي قيل له : "كن أميناً حتّى الموت، وسأعطيك إكليل الحياة الأبدية".

نقلاً عن : "المسيح إلهي صفحة روم أرثوذكس".


أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.