HTML مخصص
20 Oct
20Oct


 كان أحد الشباب من عائلة ميسورة، أمّن له والده كل ما يحتاج إليه ، وها الآن قد أصبح شاباً يستعد للتخرج من كلية العلوم.

كان هذا الشاب معجباً بسيارة سبور جديدة، كان قد رآها في معرض للسيارات، ولعلمه أنّ والده، لديه الإمكانيات ويمكنه تقديمها له، أخبر والده عنها قائلاً : أنها كل ما يرمي الحصول عليه لدى تخرجه.

إقترب يوم التخرج، وكان الشاب ينتظر بشوق شديد ليرى، هل سيحقق له أبوه رغبته ويقدّم له تلك السيارة التي كان يحلم بها ليلاً ونهاراً؟

ففي صباح يوم التخرج، إستدعاه والده لحجرته الخاصة، وأخبره كم هو فخور به، وكم كان يحبه. 

ثم قدّم له صندوق ملفوفاً في غلاف جميل كهدية له.

ما إن فتح ذلك الشاب صندوق الهدية، حتى شعر بخيبة الأمل، إذ لم يكن هناك سوى كتاباً مقدّساً، ذو غلاف جلدى فاخر، نُقِش عليه إسم الشاب بالذهب. 

إستولى الغضب على هذا الشاب، ولم يعد يتمالك نفسه، فرفع صوته مخاطباً والده قائلاً : "مع كل غناك الطائل ،  فهل كل ما تعطيني هو كتاب مقدس ؟".

وفي ذلك اليوم، ترك ذلك الشاب منزل والده، ولم يعد يرجع إليه...

حاول ذلك الأب مراراً عديدة، أن يقنع إبنه أن يعود إلى المنزل، لكن من غير جدوى.

لم يمضِ وقت طويل، حتى تدهورت صحة الأب، ومع إدراك ذلك الشاب بذلك، لكنه لم يرجع ليزور أبيه أبداً منذ يوم تخرّجه.

وذات يوم، إستلم ذلك الشاب برقية، تخبره بأن والده قد توفي، وأنه قد أوصى له بكل ممتلكاته. 

وأنّ الأمر يستدعي ذهابه لمنزل والده ليهتم بالأمور.

وصل ذلك الشاب منزل والده، والحزن يملئ قلبه، نادماً على ما فعله بأبيه.

ولدى دخوله حجرة أبيه الخاصة، وجد نفس ذلك الكتاب المقدّس الذي كان قد أهداه له والده ملفوفاً كما هو، كما كان قد تركه منذ سنوات مضت.

فتح ذلك الشاب الكتاب المقدس، فوجد بأنَ أباه كان قد وضع خطاً تحت الآية المذكورة في متى ٧ : ١١ 

"فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه "

حينما رفع الكتاب المقدس ليقرأ هذا العدد من إنجيل متى، إذا بمفتاح سيارة يسقط من خلف الكتاب، وبه لافتة بها إسم المعرض الذى أشتريت منه السيارة ، نفس المعرض الذي كانت به السيارة الإسبور التي كان يرغبها.

وعلى اللافتة مكتوب أيضاً تاريخ تخرجه، ومكتوب أيضاً "الثمن مدفوع بالكامل".



العِبـــــــــــرة 


ترى كم من المرات، تغافلنا نحن، عن بركات الله، لأنه لم نتمكّن، من تجاوز رغباتنا الخاصة، أو حتى الإنتظار ...؟!؟



نلتقي غداً بخبريّة جديدة


#خبريّة وعبرة

/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.