لا يطلب الراعي الكرامات فحسب، وإنما يجري وراء الماديَّات على حساب شعبه فيمتلئ، ولا يقدر أن يدخل طريق الملكوت الكرب خلال الباب الضيِّق، بل يقف خارجًا ليسد الطريق أمام الآخرين، فيتعثّر ويعثر.
يبذل المرائي الكثير محتملًا مشقَّات السفر والحرمان ليكسب دخيلًا واحدًا، لكنّه إذ يدخل به إلى الإيمان يكتشف الدخيل فيه رياءه، فيتحطَّم إيمانه فيه.
إنه يدرك عن قرب ثوب معلّمه المزيف، فلا يعود ينظر إلى كلماته، بل يتطلّع إلى أعماله الخفيّة الشرّيرة، فيترك الإيمان بلا رجعة، إذ لا يعود يفتح باب قلبه لكارزٍ آخر يشهد له عن الإيمان، حتى وإن كان الأخير رجلًا مباركًا، فإن الخبرة الأولى قد حطَّمت الدخيل.
وربّما يسلك الدخيل طريقًا آخر، فإنه وإن كان لا يرتدّ عن الإيمان علنًا، لكنّه يرتدّ بسلوكه العملي، إذ يشرب من معلّمه مياه الرياء ليسلك بروحه وربّما بصورة أشد، وفي الحالتين يزجّ المرائي بالدخيل إلى نيران الظلمة الأبديّة.
لنطلب من رب الحصاد أن يرسل لنا فعلة ومعلمين وكهنة صالحين يقودونا إلى الدرب الصحيح فندخل وإيّاهم الملكوت المعد لنا.
آميـــــــن.
/خادم كلمة الرب/
