منذ سنوات ومخطّط تهجير المسيحيين مبرمج بشكل شيطاني، وكأنّ القرار اتخذ بتهجير جميع مسيحيي الشرق، إلى فلسطين، فالعراق وسوريا ولبنان ومصر وغيرها من الدول.
منذ اللحظة الأولى لولادة يسوع على هذه الأرض، والشرّ لا يتعب محاولاً تحرير عالمه من السلام الآتي.
منذ أن سقطت بيزنطيا، والمحاولات قائمة لهدم كنائس المسيحيين ومصادرتها وتحويلها إلى جوامع وقتل الميلايين من المعمّدين في تركيا والمحيط.
اليوم، التاريخ يعيد نفسه، قادة لا يتّعظون من التاريخ، وكأنّ تمرير الرسائل لا يتمّ إلّا عبر اضطهاد المسيحيين.
لن نتحدّث عن تاريخ تركيا في اضطهاد المسيحيين، بل سنرفع الصلوات الى سيّد السلام، إلى أمّه، التي ليست بحاجة الى كنائس من حجر، بل إلى قلوب بيضاء تجعل من صفائها كنائس لابنها يسوع.
التاريخ شاهد أنّ المسيحية كلّما عانت، قامت مع سيّدها، وكلّما تعذّبت، عانقت فرح سيّدها.
ما هي الرسالة خلف ما يحدث، لماذا الحلقة الأضعف هي المسيحيين؟ هل لأنهم ابناء سلام ومحبة، لأنهم بالمحبة يبنون الأوطان؟ ولماذا التذكير بمراحل مرّة من تاريخ الصراعات بين المسلمين والمسيحيين؟
هل هي ردّ على ما يقوم به البابا فرنسيس من حوار مع المسلمين؟
هل هي ردّ على روسيا الأرثوذكسية وتوسّعها؟
هل لأنّ استطلاعات الرأي تشير الى خسارة أردوغان في الشارع التركي؟
ماذا ينتفع العالم من تحويل الكنائس الى جوامع، في وقت فتحت اوروبا أبوابها للمهاجرين المسلمين قبل المسيحيين؟
هل ما يحصل هو من علامات الأزمنة في زمن بدأ الشرّ يكشّر عن انيابه بشكل مخيف مع بداية هذا العام وظهور وباء كورونا وموت الملايين؟
مرّ على المسيحية أخطر من هذه الأمور بكثير، كلّ ما علينا فعله هو التمسّك بالايمان، بالرجاء، بالمحبة، فحتى لو ضربونا على خدّنا الايمن آلاف وآلاف المرات، فخدّنا الأيسر سنديره بمحبة، ليس عربون ضعف، لا، بل تأكيد على رسالة المسيح، على انتصار الحياة على الموت.
دعونا نصلّي كي تتوقّف الاضطهادات في العالم، وكي يعي المسيحيون دورهم من جديد، والردّ على كلّ ما يحدث لن يكون إلّا بوحدة المسيحيين، ومحبتهم بعضهم لبعض، فهل نردّ بذلك، أو سنبقى نبكي على الاطلال مع أنّ الحلّ في جعبتنا!
المصدر : موقع أليتيا ar