HTML مخصص
24 Oct
24Oct


القَول إنّ خطيئةً ما لمرور الزَّمَن لم تَعُد خطيئةً هو كالقول إن الكوليرا تخطّاها الزّمَن ولم تَعُد وباءً.

يزعم البعض إنّ الزّنى والخيانة الزوجيّة والشذوذ وعشق الأطفال والإجهاض، وغيرها، لمرور الزّمن، لم تَعُد خطايا.

هؤلاء يُعفُون أنفُسَهم من إعتبار هذه خطايا لكي يمارسوها، بينما الله لم يُغيِّر "رأيه" تجاهها لأنّه مكتوب "أنا، أنا الله، لا أتغيَّر".

ولو صحّ أنّ الله لم يَعُد يحسَب هذه وأمثالُها خطايا، لأعتُبِرَ ظالمًا ولقامَ أهل سدوم وعامورة، وأهل بابل، والذين ماتوا في الطّوفان، ليتّهموا الله بالظلم قائلين "كيف تعاقبُنا على فواحشنا ثمّ تُبيحُها لسوانا"؟

الأدوية والعقاقير تنتهي صلاحيّتُها بمرور الزَّمَن، أما الأمراض فلا.

والخطيئة مرضٌ عُضال وتجاهُلُ أنّها مرض لا يعني أنّها لم تَعُد كذلك، والعواقب واقعةٌ لا محالة.

وتجاهل حقيقة أنّ الخطيئة هي خطيئة هو أسوأ بكثير من تجاهل أنّ الكوليرا مرض، لأنّ عواقب تجاهل الخطيئة هو الموت الأبديّ.

والبرهان أنّ الخطيئة تبقى في نظر الله خطيئةً حتّى إنتهاء الدّهر هو دينونة بابل وسقوطها في سفر الرّؤيا، وإنتصارُ المسيح الآتي على قِوى الشرّ، وطرح جميع السحرة والفاسقين والزّناة والكذّابين في مستنقع الكبريت والنّار، "وهذا هو الموت الثّاني" الذي لا قِيامَ بَعدَه.

القائل "بإنتهاء صلاحيّة الخطيئة" هو كالمريض الذي يتجاهل مرضه.

وسوف يكتشف سريعًا أنّه هو بالذّات، وليس مرضه، له "مدّة إنتهاء صلاحيّة"، وأنَّ فُرصَةَ العلاج قد فاتته، وأنّه وقع ضحيّةَ خِداع نفسَه ولم يبقَ له سوى النّدم.


/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/

#خدّام الرب

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.