السؤال من أساسه باطل.
فمريم هي جزء من تدبير الخلاص الذي أعدّه الله منذ الأزل.
فكما أعدّ الله إبنه منذ الأزل لإنجاز تدبير الخلاص، فيكون المخلّص، كذلك إختار مريم لتكون والدة الإله وأم المخلّص.
وليس في جميع النساء ،من حواء حتى نهاية الأزمنة ،من يستحق هذا الشرف.
وهذا معنى قول الملاك "مباركة انتِ في النساء يا ممتلئة نعمة..."
الله إختار مريم منذ الأزل، وهوبحسب تدبير الخلاص، وبسابق علمه، كان يعلم أنّ مريم سوف تقول "نعم".
وسؤال الملاك يدلّ فقط على إحترام الله لحريّة مريم.
وسابق معرفة الله بجواب مريم لا يلغي حريّتها، تماماً كما أنّ سابق معرفة الله بالمستقبل لا تلغي حرية الإنسان.
فنحن نتعامل مع الله الكليّ القدرة والكليّ المعرفة والحاضر في كل زمان ومكان، وفي الأبديّة.
وقد قال أشعيا ، أنّ الربّ يسوع هو "أبو الأبد" فهل يجهل ما سوف يكون جواب مريم؟
هذا هو لاهوت آبائنا القديسين.
بالنسبة للبروتستانت لسؤال "ماذا لو ان مريم قالت لا"؟
الجواب : "إنّ الله كان إختار سواها"
كلام باطل وفاسد، غايته الإستخفاف بقدر مريم وجعلها إمرأة عادية مثل سواها، ومن هنا قولهم "كان الله إختار سواها".
وهذا كلام فاسد يجعل العذراء مساوية لأي إمرأة أخرى .
حاشا.
هذا الإستنتاج ينكر تمييز مريم العذراء الكليّة القداسة عن جميع نساء العالمين وينكر كمال بتوليّتها وطهارتها الكليّة وعصمتها من كل خطيئة وينكر إستحقاقها أن تكون والدة الإله وأمّ المخلّص وينكر شفاعتها وإنتقالها إلى السماء بالنفس والجسد وتكليلها سلطانة السماء والأرض.
يا إلهني إرحمني.
ما كنت أظنّ أنّني أعيش لأسمع كلاماً كهذا.
#الأب أنطوان حنا لطوف
/خدّام الرب/