جبال سويسرا في بلاد أورَّوبا شهرة عظيمة من حيث بهاء المناظر الطبيعيَّة وحسن المناخ وصفاء الجوّ وإعتدال الهواء في أيّام الصيف ويقول العارفون بطبائع البلدان أنّ جبال لبنان تُماثلها من عدّة وجوه إلاّ أنّها خلوٌ من معدّات الراحة وتسهيلات التواصل التي تبلغ في سويسرا الغاية في الإتقان والترتيب.
ولذلك لا عجب إذا قصدها الراغبون وأمّها المصطافون من شتات الجهات وأبعد البلاد في العالم المعمور فإنّ في إحتلال ربوعها نزهةً للبال وراحةً من عناء الأعمال وترويضاً للجسم بعد متاعب الأشغال.
هذا وليس بخافٍ ما كان عليهِ لبنان قبل كورونا وبقلب الفيروس من صعوبة التنقل والإقتصاد المسروق ، وقد حالت دون ذاك موانع كثيرة لا حاجة لذكرها في هذا المقام كانت عثرة في سبيل التقدّم وتسهيل أعمال المواصلات لعمران البلاد .
وقد بادر اللبنانيون إلى بناء البيوت الفخمة وتشييد المنازل الشاهقة وتوَّفرت الأسباب المسّهلة لانشراحٍ وانبساط القاصدين فأضحت كأريكةِ غنَّاء يجد الراغبون تحت سمائها سلاماً وسروراً وإرتياحاً وحبوراً.
وقد أولع البعض في الصيد فيقطعون المراحل الشاسعة غير مُبالين بالتعب ولا متألمين من العناء ويعودون وملامح السرور بادية على وجوههم وسمات الإنشراح والنشاط ظاهرة على ابدائهم .
يأتون من الشرق والغرب حتى يتفيو تحت أشجار لبنان مثل هؤلاء لا يحدون في رُبى لبنان وأدغالهِ وأوديتهِ ما يقضي رغبتهم .
هل نجد أي بلد يُضاهي بلدنا لبنان في ذلك المشارف فإنَّ أهلهُ قد عرفوا الكرم ومحبة الضيف ومُساعدة كل مُحتاج مهما كانَ جنسهُ .
فلبنان يحتوي على مناظر بديعة ومشاهد طبيعية ومواقف جميلة ما تقرُّ لهُ عين الناظر ويُسرُّ بمرآه الخاطر فضلاً عن شهرتِه بعذوبة الماء ونفاوة الهواء وجودة المناخ ، وقد عرفت باوروبا أنّ الاطباء نصحوا الناس الذين معهم مرض السلّ أن يذهبوا إلى لبنان.
وسويسرا وإلى لبنان لأن هوائهم صافي وجودة مناخهم وعذوبة مائهم ومن حسن الأخلاق ! خاصةً بلبنان ومعاملة سكانه...
/الخوري جان بيار الخوري/