يذكرنا انجيل اليوم بدور الاب الاستثنائي في العائلة.
فالأب هو الذي أقامه سيده على أهل بيته، ليتولى قيادة عائلته كما المسيح الذي يتولى قيادة الكنيسة، ليس بالتسلط انما بالحب، "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يقدسها"(أفسس 5/25).
والأب هو خادم لعائلته قبل كل شيء، يقدم لهم مع الطعام واللباس وكل الحاجات الضرورية الأخرى الحب، فالعطاء لا يقاس بالكمية بل بالنوعية، والدليل على ذلك هو السعادة التي ينعم بها الأبناء والأحفاد في كنف عائلة يخدمها زوج معطاء عاقل وأمين ومحب."لا تترك أحداً يأتي إليك ثم يذهب دون دون أن يصبح أكثر سعادة"( الام تريزيا)
والتعاسة التي تقود الأبناء الى اليأس والإحباط والعنف والمخدرات في كنف عائلة يقودها زوج مستبد ظالم وحقود رغم توفر الأموال.
يعطي الرب الانسان الحرية لقيادة الحب في منزله، ثم يتركه يتحمل المسؤولية لوحده. فمن يظنّ أن السيد سيتأخر يضرب ويأكل ويشرب مع السكيرين فتنهار الحرية وتنتصر العبودية.
في كل بيت يُضرب الأطفال هناك والد حاضر وربّ غائب في فكره وضميره وسلوكه. وفي كل بيت والد سكير يبدد أمواله على القمار أو الرذيلة يكون أولا فارغاً من حضور الله، فالاحمق يبحث عن " السعادة في الأماكن البعيدة أما الحكيم فيزرعها تحت قدميه"(روبرت أبنهايمر)
الزوج الخادم الأمين العاقل يتحدى الظروف، لا يتحوّل ولايتبدل ولا يتغير مهما كانت ظروف الحياة قاسية عليه، يعيش الامانة الزوجية حتى الموت، يوفر لأبنائه جوّا سليماً وشعوراً بالأمان،يصبر على كل شيء، يرجو كل شيء، ويحتمل كل شيء (مار بولس).
الزوج الخادم الأمين العاقل يفهم أن كل شيء " إذا قسّمناه ينقص إلا الحب فهو يصبح أكثر "وغاية الحب هي السعادة وقد أرادها الله لنا "فمن يطلبها يتمم مشيئة الله" (ليو تولستوي)
أعطنا يا رب آباءً خدّاماً أمناء عقلاء:
يعيشون الحب في العائلة مع زوجاتهم وأولادهم.
يتحملون مسؤولية قيادة الحب حتى بذل النفس.
يصبرون على الظلم والقهر والتعب وتقلب ظروف الحياة.
يحوّلون القيادة إلى خدمة والخدمة الى وسيلة تذوب فيها الأنانية.
أعطنا يا رب آباءً خدّاماً أمناء عقلاء رجال حب رجال إيمان رجال صلاة. آمين
أحد مبارك
/الخوري كامل كامل/