رأى يوحنا "يسوع مارّاً" على الطريق "فحدّق إليه" واكتشف سريعاً أنه "حمل الله"، الخبز النازل من السماء، الذي يُشبع الشعوب خيراً، لأنه جعل من جسده "قرباناً" يؤكل حقاً.
عرفه على حقيقته دون عناءٍ يُذكر، لأنه شفاف جداً يعكس وجهه ما بداخله، نقيٌ جداً لا شيء فيه يحجب ما بداخله من نورٍ ساطع.
اليوم اذا نظر الناس إليَّ ماذا يَرَوْن؟ إذا حدّقوا برجال الدين ماذا يكتشفون؟ لو استطلعنا آراء الناس حول الاديان وعقائدها المختلفة... لوجدنا أن الاغلبية الساحقة لا يهمها الامر، واذا سألناهم عن رجال الدين... هنا "حدث ولا حرج".
واذا تحدثنا مع أي ملتزم(ة) أو مكرس(ة) سنكتشف أن ما جذبه(ها) الى "ترك كل شيء" هو اختبارهم الحب والخير والجمال والقداسة بالعيش اليومي من خلال لقائهم بأشخاص أثروا في نوعية حياتهم وإرادتهم وعواطفهم ومواقفهم وخياراتهم والتزاماتهم فتركوا حقولا وكروما وأهلا وأولادا ومشاريعا وأصبحوا مصابين بداء الحب الذي يلد الرحمة وتكون ابنتهم، يزفونها عروسا على مذابح العالم لتلد الخير حفيدا لهم...
حينها يستوعبون سريعا منطق "الحب الاعظم" من بدايته "من ضربك على الايمن در له الايسر" الى نهايته "بذل النفس في سبيل الاحباء"...
لو أكملنا الاستطلاع سنجد أن عامة الناس يريدون من رجل الدين أن يمد يده للجائع مقدما له كسرة خبز، ولمن جف حلقه "كأس ماء بارد" ولمن استوطن البرد في جلده "رداء الكرامة" ولمن اجتاحته الكآبة "كيلا طافحا معرما مهزوزا" من التعزية القلبية...
مجدك ربي يومض كالبرق في المشارق والمغارب، حاملا الى البشرية رسالة حب، رسالة رجاء وخلاص وأمل بغد أفضل يعيش فيه ابناء الارض جميعا بسلام ..
أنعم علينا كي نرى مجدك، مجد وحيدٍ آتٍ من الاب، أعلِن لنا سرّك كما أعلنته للتلاميذ، لنكون على مثالك "قرباناً" يشبع الجياع والعطاش الى الخير والجمال. آمــــــــــــين.
أحد مبارك
/الخوري كامل كامل/