عندما يتعرض أحدهم لحادث مؤلم أو يمر بمحنة صعبة (مرض، خسارة، حادث سير، وفاة...) تكثر تحليلات أهله وأقاربه وجيرانه ومعارفه مطلقين الأحكام القاسية التي تكون ربما أشد قساوة من المِحنة ذاتها، هامسين في سرهم كلمات جارحة وعبارات جاهزة موروثة:"بيستاهل، خرجو، الله شو عّم يرعى، الله ما عندو حجار...." حتى لو تعثر على الدرج أو تعرض لضربة شمس على الشاطىء سيعتبر عقاب إلهي على ما صنعه من شر، وسيتعرض للسخرية و"الشماتة"...
حسم يسوع الامر ولم يستغل "مصائب الناس" وآلامهم بطريقة استعراضية، مؤكداً أن الأمراض والمصائب والبلايا والضيقات ليست نتيجة الخطايا الشخصية،"أتظنون أن هؤلاء الجليليين كانوا خطأة أكثر من كل الجليلين لأنهم كابدوا مثل هذا؟ كلا!" وليست علامة أو إشارة لغضب الله.. بل هي شرٌ مقيت يشير الى نقص الخير، ويؤكد أن الانسان ليس كاملاً ومنزهاً عن الآلام والامراض والموت، وهو بالتالي ليس ملاكاً ولا إلهاً.
والسؤال الذي يُطرح دائماً من قبل الناس لماذا خلقنا الله والشرّ الى جانبنا والموت في داخلنا؟ هل خلقنا لنذوق العذاب؟ لنذوق الموت؟
اذا سألنا أي زوج أو زوجة لماذا تنجبون الاطفال وأنتم تعلمون أنهم سيتعرضون حتماً للمرض والالم والموت؟!!! والجواب البديهي هو من شدة الحب...
ثمرة الحب هي الحياة...لذلك لم يأتِ يسوع الى العالم سوى من أجل الحبّ... أتى لاعطائنا فرصة أكيدة للحياة ليس فقط على هذه الارض الزائلة بل للحياة الابدية. لانه أحبنا للغاية يقول لكل منا: لا أريدك أن تموت... وسبيلك الوحيد للحياة هو التوبة...
وإذا كان لا بد للإنسان أن يتعرض لحوادث أليمة فيجب استغلالها كإزمنة توبة وبركة وعودة للذات للشفاء الداخلي وفرصة حقيقية للتجدد والنمو الروحي والنضج الإنساني ..
لطالما ميز الرب بين الخاطىء وخطيئته فهو يريد قطع الخطيئة وموتها وتوبة الخاطئ وحياته كي لا يدمره الشر اذا استمر في خطيئته " إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم..."
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/