تضع الكنيسة أمامنا مشهداً ميلادياً وانسانياً وبطولياً بامتياز للتأمل به وأخذ العبرمنه لحياتنا.
- الله لا يريد موت الخاطئ مهما كانت خطيئته، بل يريد أن تكون له فرصة جديدة لحياة مشرقة ومتجددة.. انه الميلاد.
- أراد علماء اليهود والكتبة أن يطبقوا الشريعة التي تقضي برجم الزانية حتى الموت، أما يسوع فكان له رأي آخر لم يخطر على بالهم ولا على بال من سبقهم، كان لديه حل آخر لا يشبه الا قلبه الحنون الذي لا يغلق بابا أمام أحد... انه الميلاد.
- معلمو الشريعة والكتبة أمسكوا بالضعيف وتركوا القوي، لأن هذه المرأة لم تكن تزني لوحدها، أما يسوع فقد حنى عليها ونشلها من ظلمة البشر والقبور...انه الميلاد.
- أراد اليهود بكل قوتهم أن يحرجوا يسوع ليخرجوه ويقتلوه، فلو قال لهم لا يجوز رجم الزانية، لكانوا رجموه هو.. لكنه أسقط الحجارة من قلوبهم قبل عيونهم ومن عيونهم قبل أيديهم.. انه الميلاد.
- الزانية ترجم، هذا حكم القانون والعرف والشريعة، انه الحكم المسبق على الاخرين الذي يشعل الحروب في الاذهان دون مبرر، أما يسوع فتخطى الاحكام المسبقة والاتهامات الجاهزة والمعلبة على الاصدقاء والزملاء والجيران والاقارب، قلع الشر من جذوره... انه الميلاد.
- انحنى يسوع يكتب تشخيصا لواقعنا البشري المريض، انحنى يكتب وصفة طبية عجيبة فيها دواء وحيد مجاني اسمه "الرحمة" فقط لا غير... انه الميلاد.
- رفع رأسه وقال واثقا: من منكم بلا خطيئة؟؟ سؤال أعاد كل انسان الى ضميره... لم تعد الزانية هي المرأة الوحيدة الخاطئة، بل الجمع كله. فتحول مشهد الرجم الوحشي الى عرس خلاص... انه الميلاد.
- أين هم؟ لقد ذهبوا مع الريح، بعد أن كانت الساحة لهم والقوة عندهم والسلاح بيدهم والحكم بالموت أمر محتوم... تغير كل شيء، فرغت الساحة من الظلم بكلمة واحدة من سيد الساحات الذي أعطى الحكم النهائي:" اذهبي ولا تعودي للخطيئة بعد الان".. عالج المرض فشفي المريض.. انه الميلاد.
ميلاد مجيد
/الخوري كامل كامل/