HTML مخصص
20 Aug
20Aug


  وضع يسوع يده على المرأة الحدباء فإنتصبت وأخذت تمجّد الله.

لقد أتُهم يسوع بإنتهاك حرمة السبت، لأنه حرّر المرأة من قيود المجتمع، من التقاليد الجامدة والحروف القاتلة، التي كبّلتها ونهشت كرامتها وإغتصبت حريّتها، بموافقة أرباب الشريعة...

غضب رئيس المجمع المرائي، عندما رأى الإنسانيّة تنتصر في المرأة على يد يسوع... غضب لأنه شاهد وإختبر قرب الله من الإنسان وحنوّه عليه... لم يستوعب بعقله المتحجّر تلك اللمسة الطاهرة التي أعادت للمرأة كرامتها وعزّتها... لم يستوعب بفكره "العاطل" أنّ المرأة لم تخلق لمتعة الرجل وإستعمالها ١٨ سنة، أي عمر الشباب، ومن ثم رميها في مهملات الحياة...

غضب رئيس المجمع، لأن يد الرب أطلقت المرأة وحلّتها من رباط الشريعة التي إستعبدتها وإستبعدتها من مسيرة الترقّي وبناء الحضارة البشريّة...

لا زالت تلك الشريعة البالية تعمل حتى اليوم... لازالت المرأة "مستعبدة" ومقيّدة برباط غليظ...

هل وصلت المرأة إلى حقوقها الطبيعية؟

هل حصلت على المساواة  مع الرجل في العمل والوظيفة والراتب والتعويضات الصحيّة والإجتماعيّة والوصول إلى مراكز القرار؟

أثبتت المرأة تفوّقها في المدرسة والجامعة، فهي تحتل ٧٠ بالمئة من المراكز الأولى في كل المراحل التعليمية، الأكاديمية والمهنية والتقنية... وعندما تذهب إلى سوق العمل تتقاضى راتباً أقل بثلاثين بالمئة من الشاب الذي كان يستعين بها في دروسه وإمتحاناته...

أثبتت المرأة أنّها رائدة في التربية والتعليم والصحة والإدارة وعالم المصارف والأموال وكافة ميادين العمل...


المرأة "تفتح فمها بالحكمة، وفي لسانها سنة المعروف. تراقب طرق أهل بيتها، ولا تأكل خبز الكسل" (أمثال ٣١ :٢٦ - ٢٧).


فإلى متى يبقى رباط التقاليد البالية مقيداً أحلامها ومستعبداً روحها وجسدها؟؟


نهار مبارك

/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.