في الصين، اتُخذت تدابير ثوريّة قبل ألفي عام.
بموجبها كان على المواطن أن يدفع للطبيب ما دام بصحة جيدة.
إذا مرض المواطن يدفع له الطبيب أجراً معلوماً لحين شفائه.
هذا يبدو غريباً جداً نحن ندفع للطبيب عندما نمرض، وهو يعالج المرض فيصبح بصحة جيدة مرة أخرى.
لكن هذا أمر خطير، لأنك تجعل الطبيب يعتمد على مرضك.
يصبح المرض هو مصلحته: فكلما زاد عدد المرضى، زادت ثروته.
مصلحته تصبح بالمرض وليس الصحة.
إذا بقي الجميع بصحة جيدة، فسيكون الطبيب هو الوحيد الخاسر! لذلك توصلوا إلى فكرة ثوريّة، عملية للغاية، تقضي بأن يكون لكل شخص طبيبه الخاص، يدفع له أجراً شهرياً طالما يتمتع بصحة جيدة، فمن واجب الطبيب ومن مصلحته أن يحافظ على صحة الشخص لأنه يتقاضى أجرًا مقابل ذلك.
فإذا مرض هذا الشخص، يخسر الطبيب المال وعندما تنتشر الأوبئة، يُصبح الطبيب حتماً في حالة إفلاس.
لذا فالصحة هي من إختصاص الطبيب وليس المرض.
وانتشار الأمراض والأوبئة وسلالاتها هو مسؤولية الأطباء.
ولو طُبّق هذا النظام في العالم على نطاق واسع لتغير المشهد الصحي بكامله.
فإذا كانت الصحة الجسديّة هي مسؤولية الطبيب فمن المسؤول عن الصحة النفسية والروحية والإجتماعية، من هم أطباء الروح؟!
ألسنا نحن؟!
من هم نور العالم وملح الأرض؟!
ألسنا نحن؟!
إذا جفّ الحب في العالم، من المسؤول؟!
ألسنا نحن خدّام الحب؟!
ربما أصبحنا خدّام الكراهية والسلطة والمال كما يفعل رؤساء الأمم الذين يتسلطون عليها ويسودونها إلى الحروب والتقاتل والتباعد والموت لتبقى لهم الكراسي في القصور!!!
أراد يسوع أن نكون أطباء النفوس نسهر على صحة الروح وسلامة الإنسان من الداخل أي في الجوهر حيث الدافع الحقيقي لكل سلوك فردي أو جماعي.
وإذا تعرّض الإنسان لمرض روحي علينا أن ندفع له ليبرأ من مرضه والدفع يكون من القلب وليس من الجيب، كما دفع يسوع دمه وحياته لخلاص الإنسان.
فكما أن عظمة الطبيب هي صحة الإنسان كذلك عظمة المسيحي هي سلام (خلاص) الإنسان "مَنْ أَرادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم عَظِيْمًا، فَلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا"
أعطنا يا ربّ القدرة والشجاعة لنتقدم من صليب الحب ونشرب الكأس التي شربتها أنت ونكون خدّاما صالحين لانتصار الحب على الموت. آميـــــــن.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا