الحب يحرر الإنسان من العبودية، ولا شيء سوى الحب، لأنه الاقوى والاعمق والاشمل.
ما الذي يستطيع إخراج الإنسان من عبودية الكراهية والعداوة سوى الحب؟!
أعطانا يسوع وصفة سماوية للشفاء من مرض العداوة القاتل فقال لنا:"أحبوا أعداءكم..." لم يسبقه أحد على ذلك، لا أنبياء ولا فلاسفة ولا حكماء ولا مصلحون.
هو الوحيد الذي عرف داء البشرية الأخطر ووجد الدواء الذي لا مثيل له ولا بديل عنه.
فالحب يشفي الإنسان من مرض البغض القاتل، ويفتح أبواب المستقبل على السلام. وإلا غرق الإنسان ببحر من العداوات تفقده إنسانيته وتجعله عبداً ذليلاً مسلوب الارادة، ناقص الوعي، فاقد حرية الاختيار...
الحب قرار لأنه يتطلب الاختيار الحر والواعي (اختَرْتُكُم وأقَمْتُكُم لِتَذهبوا وتُثْمِروا ويَدومَ ثَمَرُكُم) ولا يخضع لردات الفعل الغرائزية. من هنا قول يسوع "من ضربك على خدك الايمن در له الايسر" لان من ضربك يظن أنه يسيطر عليك ويجبرك على خيار واحد وهو رد الاذية بأذية مثلها فيكون بذلك قد سلبك أجمل ما في الإنسان وهو حرية القرار.
لكن قد يعترض أحدهم ويقول أن محبة الأعداء مستحيلة ولا قدرة على أي إنسان أن يتحملها. هذا صحيح لأن الإنسان يخضع لشريعة العالم "السن بالسن والعين بالعين" ونحن من العالم ولكن لسنا منه ولن نبقى فيه "ولأنِّي اختَرْتُكم مِنْ هذا العالَمِ وما أنتُم مِنهُ، لذلِكَ أبغَضَكُمُ العالَمُ" لان الرب اختارنا فهو يعطينا من عنده قدرة على الحب والرحمة والمغفرة والفداء لتجديد وجه الارض وزرع السلام في أرض أحرقتها الحروب وسادت عليها عبودية البغض والاذية ورفض الاخر.
بادر اليوم إلى الحب وتحرر من عبودية البغض.
بادر اليوم إلى فتح أبواب التواصل مع الآخرين، الذين تعتبرهم أعداء لك، وإذا كنت لا تستطيع إرفع يديك الى السماء واطلب بإلحاح هذه النعمة العظيمة من الرب وهو سيعطيك مفاتيح الحلّ في الوقت المناسب لأنه أمين على وعده ووصيته "وهذا ما أوصيكُم بِه أنْ يُحِبَّ بَعضُكُم بَعضًا"... آمين
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/