HTML مخصص
19 Oct
19Oct


"المال الخائن" ليس فقط الأموال بالمعنى الضيق، انما كل "ما ليس لنا".

المطلوب هو الأمانة على "ما ليس لنا" لنُعطى "ما هو لنا". اذا عرفنا الأمانة ولو على القليل حصلنا على "الخير الحقيقي".


الحياة ليست لنا، هي نعمة وهبت لكل منا منذ الأزل.. الأمانة تكون في المحافظة عليها وعدم هدرها أو تشويهها أو نحرها.


جسدنا ليس لنا، هو هيكل الروح القدس.. الأمانة تكون في تغذيته والحرص الشديد على سلامته وكرامته وعدم استعماله في طريق الشر انما في تمجيد الله.

الطبيعة ليست لنا، هي من صنع الخالق.. الأمانة تكون في تحويلها لخدمة الانسان الحالي والمحافظة على مواردها لأبنائنا في المستقبل دون هدر وتبذير وتلوث.

أولادنا ليسوا لنا، انهم "أبناء الحياة" (جبران).. الأمانة تكون في تربيتهم تربية إنسانية صالحة في جو عائلي دافىء وتنمية مواهبهم واحترام شخصيتهم وإرادتهم..

الذي "لنا" هو ارادتنا على فعل الخير والقدرة على الحب والخلق والابداع..

الذي لنا هو "الضمير" أي صوت الله الداخلي الذي يصرخ فينا ويقلقنا ويؤنبنا عندما نزيح عن الحق والخير.

الذي"لنا" هو الخير الحقيقي، أي الشعور بالطمأنينة والفرح والسلام الداخلي..

اذا أردنا الحصول على ما "هو لنا" والتمتع بما نملك، من خير وحب وجمال، لنكن أمناء بالفعل على ما وهبنا الله من أمانات، من وزنات ومواهب وخيرات.


علمنا يا ربّ كيف نقيم لأنفسنا أصدقاء من مالنا، أعطنا موهبة العطاء والارادة القوية كي نشارك غيرنا ما لدينا.

أعطنا أن نكون أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مدخرين لأنفسنا أساسًا حسنًا للمستقبل لكي بهذا نمسك بالحياة الأبديَّة (1تي 6: 18-19). آمين.


نهار مبارك

/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.