زفت العروس وانتهى الاحتفال ...
قبل أيام معدودات
قرعت طبول العظمة بين أعمدتك
وأعيد سرد التاريخ و عظماؤه و فنونه
وكل حضارته
كأنه احتفال قبل الوداع
قبل أن تدفني على شواطئك!
تزعزعت الارض
ثم ساد صمت رهيب ...
الناس مصدومون
عيونهم جاحظة
أجسامهم مجروحة مضمدة
بيوتهم خراب
شوارعهم أشجار مبتورة و أتربة مبعثرة ...
صرخ الابرار الموجوعون من بين الانقاض
صرخةً مدوية:
كيف ؟؟
كيف يسمح الله بهذا الكم من الشرور؟؟
أين هو إلهك يا أرزة شامخة؟؟
أين هي شفاعتك يا سيدة لبنان؟؟
أين أنتم يا شربل ورفقا ونعمة الله واسطفان؟؟
جفت دموعك يا مدينتي
وتبخرت الكلمات
سرقوا منك فرحك سرقوا منك الرجاء
أنت يا زهرة فواحة للحياة
تكسرت كل أبوابك
ولم يبق لك سقف إلا السماء...
فرغت أجرانهم من الزيت ولم يفهموا بعد ...
لم يفهموا ذوو قلوب الحجر
أن الوقت قد حان !
قد حان وقت التوبة قد حان !
وحدها توبة القلوب تعزيك وتخرجك من كبوتك!
أموال المسكونة كلها والبوارج الراسية على شواطئك لن تعزيك ولن تعيد لك أفراحك
توبي يا ابنتي ...
إلبسي الحلة الجديدة وتكرسي لحبه
وحده حب الحبيب البهي يخلصك !
اليوم نسير وراءك يا أم الله
لابسين المسح مكللين بالرماد
فأعيدي لنا سلاماً قد فقدناه
بما قد فعلناه من الزلل !
إفرحي يا أمي وتهللي
قد ولت الأفراح القديمة
ها هي سماء جديدة وأرض جديدة
بيروت تموت يوماً لتحيا
وتقوم مع المسيح بعد ثلاثة أيام !!
المسيح قام حقاً قام !!
/جيزل فرح طربيه/