كان أهل العريس في أيام يسوع يزيّنون البيت من الداخل ويُشعلون الكثير من المصابيح لإنارته، وبما أن المكان لا يتسع سوى للمدعوين الذين يدخلون فقط من بابٍ ضيّق صُنع لهذه الغاية، يغلق بعد أن يكتمل عدد المدعوين الى وليمة العرس، ويبقى من هم في الخارج يقرعون على الباب دون أن يُفتح لهم...
لكن بما أن الجميع هم من المدعوين إلى وليمة العرس لماذا لا يدخلون جميعاً؟ لأن الأكثرية ربما يختارون الباب الواسع، فهو منظورٌ أكثر أما الباب الضيق فهو متواضع ولا يُرى من بعيد!!!
ربما يكون الباب الضيق غير مرئي للذين انغمسوا بشؤون العالم وشهواته فتُعمى قلوبهم عن مشاهدة الحق، لأن حياة النقاوة تنير العقول وتفتح القلوب لمعاينة مجد الرب.
ربما أكون من الذين اختاروا الدخول من الباب الضيق حبّا بك يا رب، لأني أعرف ما ينتظرني في الداخل، لكني في الشدائد تتراخى عزيمتي، كن معي في تلك اللحظة، لا تتركني أبتعد عنك...
ربما أكون من بين الجنود الذين تطوعوا لخدمتك، لكن حين تحتدم المعركة، تنهار إرادتي وأتراجع... في تلك اللحظة كن معي يا رب كي أصمد وأنتصر معك...
ربما أكون من خدامك، الذين أقمتهم ليعملوا في كرمك، لكن في حرّ النهار أُصاب بالكسل والخمول وأهرب إلى حيث أظن أنها راحتي... في تلك اللحظة كن معي يا رب كغمامة تظللني...
أعلم يا رب أن الباب الضيّق هو باب الملكوت الذي لن يدخله أحدٌ إلا من خلالك، فأنت هو الباب، ساعدني كي أختفي بك وأعبر معك الطريق إلى حيث تريدني أن أكون. آمين.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/