لقد تعبت سنيناً طويلة عملت فيها ليل نهار كي أدخر قرشي الابيض لنهاري الأسود !
لكن لم يتبق منها شيء!
ها إنّ رصيدي في البنوك قد أصبح أرقاماً على ورق المال الذي جمعته من أجل أن أعلّم الأولاد في الجامعة من أجل أن أشتري بيتاً صغيراً في الضيعة من أجل أن أسافر أنا والعائلة لنقضي الصيف على شاطئ سونتوريني ...
كلّها أحلام تبخّرت وصارت في مهبّ الرياح.
ها انا ذا محجور كالفأر في بيتيخوفاً من الوباء الخبيث، عاطل عن العمل، آكل أشرب وأنام، أستمع إلى أخبار حروب ونزاعات.
أحصي عدد الإصابات وعدد الأموات ، يلامس قلبي اليأس ...
لذلك قرّرت اليوم أن أدّخر كنوزاً للسماء.
فتحت إنجيلي، تأمّلت في كلمة الله، صلّيت صلاتي، ناجيت إلهي، طلبت شفاعة أم النور وجميع القديسين.
عزّيت محزوناً، ساندت مقهوراً، وزّعت حباً من حولي !
اليوم أدركتُ كم العمر قصير وكم الموت أصبح قريب وكم العالم ومشاغله باطلة الأباطيل !
بدأت اليوم أجمع كنوزاً للسماء "ثمار محبة فرح وسلام" حيث لا ينقب سارقون ولا يفسد سوس ولا صدأ !!
يا فرحي !!
/جيزل فرح طربيه/
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا