HTML مخصص
11 Aug
11Aug


قام أحد علماء الأنثروبولوجيا بعرض لعبة على أطفال أحد القبائل الأفريقية البدائية حيث وضع سلة من الفاكهة اللذيذة قرب جذع شجرة وقال لهم بأن أول طفل يصل الشجرة سيحصل على السلة بما فيها.

عندما أعطاهم إشارة البدء تفاجأ بهم يسيرون سوية ممسكين بأيدي بعضهم حتى وصلوا إلى الشجرة وتقاسموا الفاكهة اللذيذة. 

عندما سألهم لماذا فعلوا ذلك فيما كل واحد بينهم كان بإمكانه الحصول على السلة له فقط، أجابوه بتعجب "أوبونتو Ubuntu" "كيف يكون أحدنا سعيداً والباقون تعساء؟"

أوبونتو Ubuntu في حضارة Xhosa تعني : "أنا أكون لأننا نكون".

تلك القبيلة البدائية تعرف سرّ السعادة الذي ضاع في جميع المجتمعات المتعالية عليها والتي تعتبر نفسها مجتمعات متحضرة.

"الطمع ضرّ ما نفع".

مثلٌ شعبي كنّا نردده ونحن صغار ساخرين من الأولاد الذين لا يشاركون غيرهم ما يمتلكون، أو الذين يأخذون بالحيلة أو بالقوة أكثر من غيرهم.

وكنا على يقين أنهم سيصابون بالسوء وبعد لحظات سوف يندمون...

كنّا نظن أن الطمع من خصال الصغار، لكن فيما بعد إكتشفنا أنه المرض الأكثر إنتشاراً وفتكاً بين الإخوة في كل المجتمعات والبلدان والحضارات، إنه مرض الإنسان في كل مكان، إذ يستحيل أن تجد كائناً حيّا أكثر طمعاً من الإنسان ، أو أشد فتكاً بأخيه أكثر منه.

كمفهوم إجتماعي، الطمع هو "عبارة عن رغبة جامحة لإمتلاك الثروات أو السلع أو الأشياء بغرض الإحتفاظ بها للذات، بما يتجاوز احتياجات البقاء والراحة بكثير. وهو يسري على الرغبة الطاغية والبحث المستمر عن الثروة والمكانة والسلطة" من أجل سحق الآخر وإذلاله وسلب سعادته.

إن المؤشر القوي والواضح على وجود الطمع في جسم الجماعة (صغيرة أو كبيرة) هو غياب الفرح وإنتشار الخصومات.

يقول سفر الأمثال (١٦ : ٢٥) "أَوَجدتَ عسلاً؟ فَكُلْ كِفايتَكَ،لِئلاّ تَتَّخِم فَتَتَقيّأه."


"إثنان سألت منك، فلا تمنعهما عنّي قبل أن أموت: أبعِد عنِّي الباطل والكذب، لا تعطني فَقراً ولا غِنىً. أطعِمني خبز فريضتي، لئلا ّ أشبع وأكفر وأقول:" من هو الرّب؟" أو لئلا ّ أفتقر وأسرق وأتّخِذ اسم إلهي باطلاً." (امثال ٣٠: ٧ - ٩ )


نهار مبارك 

/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.