كتبت ميليسا دريان في "السياسة":
يُخطئ مَن يعتقد أن شفاعة القديس شربل "تَجفّ".
ويُخطئ أيضاً مَن يعتقد أن شفاعته محصورة فقط في لبنان، بل على العكس فهي تطوف العالم أجمع.
وفي آخر محطاته، حطّت شفاعة القديس شربل في كل من سوريا والعراق! كيف؟
مدوّن عجائب القديس شربل، الأب لويس مطر يُخبر في حديثٍ ل "السياسة"، أن "يوم 22 من شهر آذار 2021 كان استثنائياً".
وبحسب الأب مطر، "صباح 22 آذار، حصلت أعجوبة مع السيدة فاتن مجيد حداد من مواليد سنة 1983 وادي النصارى - سوريا، متأهلة من غسان مخول وعندها ابنتان، ومقيمة في عين سعادة".
ويشرح مطر: "منذ 7 سنوات، أصيبت السيدة فاتن بإعاقة في رجلَيها وبتشنّج في العضلات والأطراف العليا والسفلى والنطق بسبب خطأ طبي، فاهتم بعلاجها سبعة أطباء من دون نتيجة".
ويضيف انها أخذت الكثير من الأدوية والعلاجات ولم يتحسن وضعها الصحي، فنذرت أن تزور القديس شربل في عنايا وترتدي ثوبه".
ويتابع الاب مطر انها "جاءت مع زوجها وزارا المحبسة ثم كنيسة مار مارون شفيع الدير ثم أخذا ثوب مار شربل مع زيت مقدس ومياه مصلّى عليها وركعا أمام الضريح. فاتن المريضة صلّت بكل خشوع وطلبت من القديس أن يشفع بها عند الرب يسوع ويشفيها من مرضها.
شربت الزيت والماء وارتدت ثوب مار شربل وجلسا على مقعد في كنيسة القبر. وبعد مضي دقائق، بدأت تشعر بتنمّل في يديها ورجليها وارتخاء في عضلاتها، وقررت أن تشارك في الذبيحة الإلهية، فنهضت عن المقعد شافية من مرضها ومشت الى الكنيسة من دون أن تشعر بأي إعاقة".
"شفاؤها تم". يؤكّد مطر. وسُجّلت الأعجوبة مع كامل التقارير الطبية في تاريخ 24 آذار 2021."
شفاعة شربل لم تقف هنا ويوم 22 لم ينتهِ هنا، فالقديس الذي لا يرفض طلب أحد، شاء مرة بعد أن تتخطى أعاجيبه حدود لبنان وسوريا، وصولاً الى العراق.وهنا يلفت الأب مطر، الى أنه "يوم 22 آذار سُجّلت أعجوبة مع الطفلة رهف ثنار شليمون، عراقية كلدانية من مواليد القوش قضاء تلكيف الموصل سنة 2019، مقيمة مع الاهل في القوش واسم امها ساندي سمير شاجا".
وفي التفاصيل يُخبر مطر، أن "الطفلة رهف ولدت في الشهر الثامن ووضعها الصحي كان صعباً بسبب نقص في الاوكسيجين والدم، وبعد ما يقارب الشهر وصلت الى الموت".ويتابع مطر ان "جدة الطفلة طلبت في هذا الوقت من إحدى العراقيات المقيمات في لبنان أن ترسل لها تمثالاً للقديس شربل مع زيت مبارك من قبره. وعندما وصل المطلوب الى المستشفى قال الأطباء للأهل إن الطفلة رهف توفيت. فدخلت الجدة غرفة الطفلة ووضعت تمثال القديس على صدر رهف طالبةً من مار شربل أن يشفع بالطفلة عند الرب يسوع ويُعيدها للحياة."
وبحسب مطر: "بعد لحظات بدأت الطفلة بالصراخ وعادت الى الحياة".
ويتابع مطر: "بعد ما حصل، قال الأطباء إن الطفلة يمكن أن تُصاب بإعاقة في الدماغ او النظر او السمع. فدهنتها جدتها بزيت وبركة مار شربل وأخضعت للفحوصات والصور فتبيّن أن دماغها سليم وكذلك نظرها".ولكن، القصة لم نتنهِ هنا، بل في عمر الأربعة أشهر تبيّن أن الطفلة فاقدة للسمع. وأُجريت لها الفحوصات وتبيّن أنها بحاجة لزرع سماعات في اذنيها. هنا يُضيف مطر: "قبل أن تنام جدتها في غرفة الطفلة رهف، دهنت أذنيها بزيت مار شربل وصلّت طالبةً شفاعته لإرجاع سمعها. وفي تمام الساعة الثالثة والنصف صباحاً سمعت الجدة ضجة عند الباب لمرات عدة، وشاهدت باب الغرفة يُفتح ودخل القديس شربل مُتجهاً نحو الجدة التي فقدت وعيها، وأجرى العملية لرهف. وفيما هو يغادر الغرفة استيقظت الجدة وشاهدته يمسك بمسكة الباب ويحرّكها لمرات عدة، وخرج من الغرفة واغلق الباب وراءه.وفي الصباح، تبيّن أن رهف عاد إليها سمعها ونطقها".واوضح مطر ان "الأهل توجهوا من العراق الى لبنان لشكر القديس على شفاعته وسجلوا الاعجوبة بتاريخ 22 آذار 2021".
الأب مطر شرح ان "هذه السنة هي من السنوات التي يُسجّل فيه أقل عدد من الأعاجيب، وذلك بسبب فيروس كورونا، حيث أن عدداً كبيراً من الأعاجيب حصلت في الخارج وبحاجة الى تسجيل".
القديس شربل الذي يبلسم جراح المتألمين بلا تمييز ويتخطى كل حدود وجغرافيا، سجّل حتى اليوم حوالي 29400 أعجوبة، عشرة في المئة منها تحققت مع غير مسيحيين (سنة، شيعة، دروز..)
وسط كل ما يدور حولنا من بشاعة، تبقى شفاعة القديس هي مَن تعطينا الأمل والإيمان بالغد.. على أن أمل أن تنتشل صلوات القديس وشفاعته لبنان من نفقه المظلم...