في بعض الأحيان نسأل لماذا لا يستجيب الرب صلواتنا؟ أو لماذا يتأخر في الإستجابة؟ أو هل يستجيب فعلاً؟ أو هل هناك طريقة معينة ليستجيب صلاتنا؟
يجيب الرب يسوع في هذا المثل المعبّر جداً عن الطريقة الأمثل للصلاة وهي اللجاجة، التي تتميز بالتالي:
لقد توجه هذا الشخص في نصف الليل(وقت الشدة والضيق) إلى صديقه.
يسوع هو صديقنا الذي بذل نفسه على الصليب من أجلنا.
الصلاة هي من صديق إلى صديق.
يطلب هذا الشخص من أجل صديقٍ له جاءه في نصف الليل أيضاً.
الصلاة تكون من أجل الآخرين لا من أجل إشباع أنانيتنا ورغباتنا نحن..
لقد طلب ٣ أرغفة رغم أنه كان يكفيه رغيفاً واحداً.
جوهر الصلاة هو طلب الله الثالوث الآب والإبن والروح القدس، لإشباع جوع الروح والنفس والجسد...
"حينما ينال الثلاث خبزات، أي طعام معرفة الثالوث، يكون له مصدر الحياة والطعام، فلا يخاف، ولا يتوقف فإن هذا الطعام بلا نهاية، إنما يضع نهاية لعوزه يتعلَّم ويعلِّم، يعش ويُطعِم"
(القديس أغوسطينوس)
يجيبه صديقه من الداخل، ولا يخرج ليطمئن عليه، رغم ذلك يستطيع بإلحاحه أن ينتزع منه الإستجابة.
بينما الرب لا يجيبنا من الداخل فقد خرج إلينا بالتجسد، إذ فتح أبواب السماء لكل البشر.
الرب لا يكون في الفراش نائماً بل هو القائم دائماً لخدمة أبنائه.
لا ينعس، لا ينام، هو يأتي لإيقاظنا.
ربَّما يتأخر الرب في الإستجابة وذلك من أجل مصلحتنا، لنعرف قيمة العطية التي نطلبها بشغفٍ ودون توقف ومتى حصلنا عليها نفعل المستحيل كي نحافظ عليها..
لقد فهم صاحب المزامير هذه الإستراتيجية في الصلاة لذلك أنشد في المزمور ١٢٠
"رفعت عينيّ إلى الجبال من حيث يأتي عوني، معونتي من عند الرب صانع السماء والأرض، لا يدع رجلك تزل لا ينعس لا ينام، الرب يحفظك الرب ستر لك، لا تؤذيك الشمس في النهار ولا القمر في الليل، يحفظك الرب من كل سوء يحفظ الرب نفسك، يحفظ الرب ذهابك وإيابك من الان والابد." آميـــــــن
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/