لماذا أوحى الرب يسوع إلى القدّيسة ماريا فوستينا كوفالسكي مسبحة الرحمة الإلهية وأوصى بتلاوتها عند الساعة الثالثة بعد الظهر وبعد منتصف الليل؟
طبعا لأنه أسلم الروح إلى أبيه عند الساعة الثالثة بعد الظهر.
لكن أيضاً لأن الساعة المفضلة عند السحرة هي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، التي تعاكس الثالثة بعد الظهر، على سبيل السخرية من موت يسوع على الصليب في تلك الساعة.
فالشيطان إختار الثالثة بعد منتصف الليل لتكون "ساعة السحرة" witches hour، فيوقظ إبليس السحرة تلقائياً في تلك الساعة وتنشط الأعمال الشيطانية بكثافة شديدة، من إجتماع سحرة وتحضير ومخاطبة أرواح، وممارسة السحر بكافة أنواعه والشذوذ والجنس الجماعي وتقديم الأضاحي الحيوانية والبشرية لو أمكن، وسكب اللعنات والتواصل مع لوسيفر والأرواح الخبيثة للحصول على معلومات من العالم الآخر، وسفر أرواح السحرة في الأثير لإيقاع الأذى بالمسيحيين أعداء لوسيفر، خصوصاً الكهنة والعلمانيين الذين يعلنون كلمة الله ويقاومون عمل الشيطان.
ويستغلّ السحرة نوم معظم الناس في تلك الساعة، ويكون الكهنة قد خلعوا قنابيزهم، فلا يكونون في حال صلاة، ولهذا بكون السحر أكثر فعاليّة.
فطوبى للّذين يتلون مسبحة الرحمة في الساعة الثالثة بعد الظهر، وطوبى أكبر للذين ينهضون ليتلونها عند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، حيث يقدّمون للّه الآب جسد يسوع ودمه الذي سفك على الصليب، ونفسه وألوهته، مقاومين بذلك سخرية إبليس من موت يسوع على الصليب، فتبطل هذه المسبحة أعمال لوسيفر ومخططاته لإهلاك النفوس، وبصلاتنا تتحوّل ساعة السحرة إلى ساعة الرحمة hour of mercy.
فلا نهمل هذه الصلاة إطلاقاً، ولنتلوها عند الساعة الثالثة بالذات، بعد الظهر وليلاً، تحدّياً لإبليس وإحباطاً لمخططاته وإبطالاً لأعمال خدّامه، ولأجل نصرة الكنيسة والمؤمنين وسكب البركات التي تبطل اللعنات، ولأجل رحمتنا وحمايتنا وتوبتنا وخلاصنا وخلاص العالم.