سؤال يطرح نفسـه، فيما نحن نقترب من عيد رفـع الصليب المحيي في 14 أيلول:
حيـثُ يقول الرب يسوع عـن صلبه: وأنا متى ارتفعـت، أجذب إليَّ الجميـع! إن ما يقصده الرب يسـوع، بارتفاعه، هنا، إنما هو، ارتفاعه على الصليب.! وما رفع يسـوع على خشـبة، سـوى، رسـمٌ مسـبقٌ لرفعنا نحن تلاميـذه! ولكـن كيـف نفهـم هـذا القـول؟!..
هذا يعني أن الحكم بالموت ، كـان على الانسـان، ولكن مـا حـدث، أن الله بتجسده، هو نفسـه مـات من أجلنـا مرفوعـاً على الصليب! هذا يعني أن الله لم يُنظّر علينا، بل هو نفسه قَبِلَ الآلام والصلب والموت عنّا، ومن أجلنا..!! وهكذا عندمـا يـرى التلميـذ ، معلمـه، مصلوبـاً، يرتفـع هـو، أيضـاً، على الصليـب! نعم، لا يمكن للمسيحي الحق، أن يستريح، وسيده مجـروح..!! إذاً: من هنا نفهم، أنَّ ارتفاعنـا على الصليب، ما هو، سوى، شـفاؤنا مـن سـمُّ الأنانيـة والتفـرّد..
ولكـن، ما الحـل اليـوم، ونحـن نعيـش في قلـقٍ وحيـرة؟!.. بالعودة لقصة رفع الصليب ، نرى أن قسطنطين الملك، كـان في قلقٍ شـديد، بسـبب قدوم الجيـوش عليه، من كل أنحـاء المعمورة ، فظهرت له علامـة الصليب في السـماء، وصـوت يقول: بهذه العلامـة تغلب..!! ونحن أيضاً، في قلقِنا وحيرتنا وشـبكة الأنانية، التي دخلنا فيها اليوم... لنا الصليـب، علامة غلبتنـا وظفرنا، على كل قوى الشـر والأنانيـة. فلنرتفع مـن الأرضيات على الصليب... نحو سـمائنا، سـماء الحب الالهي! فنصيـر كُلّنـا، سـماءً مذهلـة..!!