١٣ تشرين الأول – ذكرى أعجوبة الشمس في فاطيما الشمس رقصت في فاطيما بإشارة واحدة من سيدة الكون!
إليكم ماذا حدث بالتفصيل:
كانت العذراء قد وعدت في ظهورها ما قبل الأخير (١٣ تموز ١٩١٧) الأولاد الثلاثة: “إستمرّوا في تلاوة الورديّة لكي تنتهي الحرب. في تشرين الأول سيأتي الرب وسيدة الأحزان والكرمل، ومار يوسف مع الطفل يسوع كي يباركوا العالم…”
تمّ تناقل هذا الخبر من فمٍ إلى أذنٍ -كما يُقال- وبدأت التحضيرات ليوم ١٣ تشرين الأول، حيث احتشد في سهل “كوفا دي إريا” ما زاد عن ٧٠ ألف شخصٍ، قاصدين شجرة السّنديان التي كانت تظهر عليها العذراء.
وقد أتت الحشود سيرًا على الأقدام تحت الأمطار الغزيرة، على الرغم من صعوبة التنقّلات، والبعض كان من خارج البرتغال.
اجتاح الأطفال بمعونة أهلهم وأصدقائهم، صفوف الناس التي كانت تتهافت للمسهم والتبرّك منهم، طالبين منهم أن يسألوا العذراء الشفاءات للمرضى والنعم للمحتاجين.
فلكأنّه مشهد المسيح ورسله المارّين بين البشر.
وفي الوقت المحدَّد، بعدما طلبت لوسيا من الجميع إغلاق مظلّاتهم من أجل تلاوة الورديّة، لمع البرق وظهرت السيدة العذراء بوجهها المُشرق حاملةً مسبحة الوردية وابتسمت للأطفال الصغار، وأعلنت لهم عن إسمها كما وعدت، قالت:
“أريد أن تبنوا لي هنا كنيسةً على اسمي؛ “أنا سلطانة الوردية المقدسة. ثابروا على تلاوة المسبحة الوردية مرارًا وتكرارًا كلّ يوم”
وعندما طلبت منها لوسيا أن تشفي بعض المرضى أجابتها أمّ الله: “سأشفي البعض، ولكن البعض الآخر كلّا. عليهم أن يصلحوا سيرة حياتهم ويطلبوا الصّفح من الله عن خطاياهم !”وأضافت بحزنٍ كبير: «فليكفّ البشر عن إهانة الرّب إلهنا الّذي كثيراً ما أهين حتّى الآن»
ثم أشارت بإصبعها الى الشمس، وطلبت من الأطفال أن ينظروا، هم والشعب نحوها: فبدأت الشمس بالدوران حول نفسها، وتأخذ ألوان قوس قزح، تطلق إشعاعات ضوئيّة، ثم أخذت تبدّل مكانها في السماء يمينًا وشمالًا، علوًا وهبوطًا، ودام ذلك عدّة دقائق. ثم عادت الى لونها ونورها الطبيعيين، وبدأت فجأة تهوي نحو الأرض وكأنّها خرجت من موقعها.
فارتعب الجميع وخرّوا ساجدين على رُكبهم مُصلّين مُتضرّعين، مؤمنين وغير مؤمنين، إذ اعتقدوا أنّ نهاية العالم قد أتت. وراح البعض يبكي على خطاياه، والبعض الآخر يتوسّل شفاعة العذراء لتردّ غضب الله عن الأرض، وألا يموت في خطيئته، واعدين بإصلاح سيرة حياتهم.
وفجأةً توقّفت الشمس وعادت إلى موضعها الطبيعي، ولاحظ الجميع أنّ ثيابهم المبلّلة جفّت فورًا، والأرض الموحلة أضحت ناشفةً كما في الصّيف.
فعَلَا التصفيق والهتاف والتسبيح والتمجيد لله، وملأت صرخات الهوشعنا والهللويا الأجواء، بينما الأطفال يرون ظهور العائلة المقدسة مع القديس يوسف والطفل يسوع وثوب سيدة الكرمل وأم الأحزان، تمامًا كما كانت العذراء قد أنبأتهم.في اليوم التالي، أكدت كلّ الجرائد والإذاعات، حتّى الرسميّة منها، صحّة الظهورات وأعجوبة الشّمس التي اعتبرها الكنيسة أكبر حدثٍ عجائبيّ نهيوي بعد قيامة المسيح.
وفي مثل هذا اليوم، من العام 1983، أعطت العذراء هذه الرسالة إلى الأب ستيفانو غوبي (بإذن الكنيسة)
لا تَخطَأوا بعد الآن!
“في هذا اليوم تتذكّرون ظهوري الأخير في الكوفا دا إيريا، الذي ثُبِّتَ بأعجوبة الشمس.إنّي أوجّه من جديد إلى العالم، النداء القلق، الذي وجّهته في مثل هذا اليوم في فاطيما، والذي يوجز ببضع كلمات، الرسالة التي جئتُ من السماء، لأوصلها إليكم.
لا تخطئوا بعد! لا تهينوا ابني يسوع بعد الآن، والذي أصبح حتى الآن مُهانًا جدًّا. إرجعوا إلى الله باهتدائكم إلى طريق الصلاة والتكفير.
مع الأسف إنّ رسالتي لم تُسمَع. لقد استمرَّت البشريّة، في المضي في طريق التمرّد ضدّ الله، والرفض المتعنّت لشريعة محبّته.
لقد توصّلوا حتى إلى إنكار الخطيئة، وإلى تبرير أخطر أنواع الفساد الخُلقي، باسم حريّة قد فُهِمَت خطأ.
إنّه هكذا، قد توصَّل خصمي إبليس أن يوقعكم في أضاليله.
لقد فقد الكثيرون الضمير في الخطيئة، لذلك فهي تُقْتَرق، وتُبرَّر أكثر فأكثر. إنّ الشعور بالندم، الذي هو الخطوة الأولى التي يجب أن نخطوها في طريق التغيير، قد اختفى تقريبًا.
لقد توصّلوا حتى في أعرق البلدان المسيحيّة، إلى تشريع الجريمة الكبرى في قتل الأطفال وهم في أرحام أمهاتهم.
إنّ هذا الجرم بصرخ بالثأر، أمام وجه الله.
إنّها ساعة العدالة والرحمة. إنّها ساعة العقاب والخلاص.
إنّ أمكم السماويّة تشفع لأجلكم أمام الله، لأنّكم لم تكونوا أبدًا مهدّدين بهذا القدر، وقريبين أيضًا من الامتحان العظيم.
لذلك إنّي أتوسّل إليكم في أن تتوبوا وترجعوا إلى الله.
بواسطتكم يا أبنائي المفضّلين المكرّسين لي، بواسطتكم يا رسُلي للأزمنة الأخيرة، أريد أن يصل ندائي القلق هذا إلى أقصى أطراف الأرض.