ولما رآهما الوالي ثابتين على إيمانهما أمر بقطع أيديهما وألقائهما في نار متّقدة وبها تمّت شهادتهما مكلّلين بغار النصر وكان ذلك سنة ٣١٣.
صلاتهما معنا. آمــــــــــــين.
وفيه أيضاً :
تذكار الشهيدة بلاجيا
نشأت هذه الشهيدة في مدينة أنطاكية، من أسرة مسيحيّة شريفة غنيّة، وقد رباها والداها على التقوى والعبادة.
فتعشّقت الفضائل، ولا سيّما الطهارة وتحلّت بجمال رائع وعقل ثاقب فكانت قبلة الإنظار.
لكنّها أعرضت عن الدنيا إذ لم يكن يلذّها غير محبّة المسيح فنذرت له بتوليّتها.
ولم تكن لصلواتها وتأمّلاتها إنقطاع.
فعلم الوالي أنها ، على الرغم من جمالها الساحر، مسيحيّة، فأرسل جنوداً يأتونه بها.
فأحاطوا بمنزلها ودخلوه وأبلغوها الأمر.
ولمّا تأكّد لها أن لا سبيل إلى الحفاظ على عفافها، أظهرت حزماً وفطنة، وقابلتهم ببشاشة ووداعة دون أن يبدو منها أدنى إضطراب، فأخذ الجند يجاملونها، فإستأذنتهم بأن ترتدي ثيابها الفاخرة وتتزّين بحللها.
وبعد أن صلّت بحرارة وتوكّلت على الله، صعدت إلى سطح بيتها وطرحت بنفسها إلى أسفل فتحطم جسمها وفاضت روحها الطاهرة وأحصيت بين العذارى الشهيدات سنة ٣٠٤.