وعند نهاية المدّة المعينة، أتاهما تيرانسيانوس، خادم الملك، ومعه صنم المشتري.
وأخذ يحثّهما على الإذعان لأمر الملك والسجود فقط أمامه للصنم الذي بيده إرضاءً لخاطر الملك.
فأجاباه بكل جرأة :
"حاشا لنا أن نبدُل رضا مَلكٍ سماوي برضا مَلكٍ أرضي ، والموت في سبيل ربّنا يسوع المسيح خير لنا من الحياة".
وإذ رآهما تيرانسيانوس، ثابتين على عزمهما، تأثّر، معجباً بهما.
فأحضر جنوداً حفروا حفرة في بستانهما وقطعوا رأسيهما ليلاً وألقوا جثتيهما في تلك الحفرة.
وسرت إشاعة أنّهما تغيّبا في ذلك الليل، حذراً من حدوث ثورة بين الشعب.
وكان إستشهادهما سنة ٣٦٢.
وقد آمن تيرانسيانوس بالمسيح وإعتمد، لما رآه من شهامة ذينك الشهيدين البطلين وإقدامهما على الموت، غير هيّابَين، ودلّ المسيحيين على قبرهما، فأخرجوهما من الحفرة ودفنوهما بكل إحترام.
وقد شيّدت، منذ القدم، كنيسة بروما على إسميهما في محل دارهما.