وُلد هذا القدّيس العظيم في مدينة بلازنسا بإيطاليا، من أسرة فيسكوتني، ومنذ صبائه عكف على الفضيلة وإقتباس العلوم وإمتاز بدرس القوانين البيعية.
تعيّن كاتبَ أسرار سفير البابا في باريس ثم قانونياً في ليون فرئيس شمامسة في لياج.
وعرضت عليه أسقفيّة بلازنس، فلم يقبلها.
وكان القدّيس لويس التاسع ملك فرنسا يجلّه كثيراً.
وإستصحبه معه إلى فلسطين لمّا أتاها لإنقاذ الأراضي المقدّسة.
فقضى مدّة هناك، ساعياً في خلاص النفوس وإلقاء المحبّة والسلام في صوفوف الصليبيّين.
ولمّا توفّي البابا أكليمنضوس الرابع، إنتخبوه بابا وهو في عكا.
ثم بلغ روما وتسنّم السدّة البطرسيّة بإسم غريغوريوس العاشر.
ومن أشهر فضائله وداعته وتواضعه وحبّه للفقراء والمعوزين.
وأقوى دليل على غيرته الرسوليّة، سعيه الجدّي المتواصل في إزالة الإنشقاق بين الكنيسة الرومانية والكنيسة اليونانية القسطنطينية وإهتداء شعوب الصين والتتر إلى الدين المسيحي.
فعقد في سنة ١٢٧٤ مجمعاً مسكونياً في ليون أصدر فيه منشوراً في الثالوث الأقدس والمعتقد الكاثوليكي.
وبعد التداول والنظر في إصلاح بعض الشؤون المختَلّة، وقف نائبُ الملك وحَلَفَ وجَحَد تعليم الهراطقة وقبل إيمان الكنيسة الرومانية.
عندئذ وقف البابا وترنّم بتسبحة الشكر لله، وتلا قانون الإيمان باللاتينية وتلاه البطريرك جرمانوس باليونانية.
وقد وضع المجمع قوانين صارمة لإنتخاب البابا وإصلاح الإكليروس، حاضاً على مساعدة الصليبيين بفلسطين.
وهكذا زال الإنشقاق الوخيم وإتّحدت الكنيسة اليونانية مع الكنيسة الرومانية، معترفة بالإيمان الكاثوليكي، دون قيد وشرط.
وتمّ الفرح في الغرب والشرق وصارت الرعية واحدة لراعٍ واحد هو البابا الروماني.
وعاد البابا إلى روما.
وإستمرّ عاملاً على تنفيذ قوانين المجمع، مواصلاً جهاده الحسن في إدارة الكنيسة إلى أن إعتراه المرض فرقد بالرب في ١٠ ك١ سنة ١٢٧٦.