🔷"أنا هنا يا أبي لقد أخبرت زملائي أنك ستأتي لأنك وعدتني "مهما كان الأمر سأكون بجانبك" وها قد فعلت ووفيت بوعدك يا أبي". ➖➖➖➖➖➖➖
🔲 في عام ١٩٨٨ كان هناك زلزالًا عنيفًا ضرب دولة أرمينيا بقوة ٨.٢ ريختر، دمَّر البلد حرفيًا وبسببه مات أكثر من ٣٠ ألف شخص في أقل من ٤ دقائق.
📍وكالة الأنباء الأرمينية كتبت على حلقات منفصلة قصص حقيقية عن أناس الزلزال غيّر حياتهم للأبد.
منهم زوج ترك زوجته في البيت بعدما تأكّد من سلامتها وخرج يجري إلى المدرسة التي فيها إبنهم لكي يرى ما جرى له.
وصل ووجد المدرسة قد دُمّرت تمامًا وأخذ الصدمة العنيفة وسقط على ركبته وهو يلطم عندما تخيّل مصير إبنه.
➖➖➖➖➖➖➖
🔷فجأة قام وتذكّر أنّه دائمًا كان يعد إبنه وهو يلعبه على الأرجوحة ويقول له جملة واحدة ثابتة وهي :
"مهما كان الأمر سأكون دائمًا بجانبك".
ثم نظر على كومة الأنقاض المتراكمة وقام مهرولًا نحوها وحسب بالتقريب الفصل الذي يدرس فيه إبنه.
🔲وذهب ناحية الحطام وبدون أدوات بدأ يحفر ويزيل الأنقاض، أتت الإطفائية والضابط الموجود تأثّر بمنظر الأب المكلوم على فلذة كبده، وحاول إبعاد الأب عن الحطام ولكن ظلّ الأب مصرًّا والوعد يتراءى أمام عينيه، بقي يحفر ويبحث حتى تخطّى ٢٤ ساعة في البحث وفجأة نزع حجر ضخم وصرخ بعلوّ صوته بإسم ابنه "أرماند".
📍أتاه ردّ إبنه بدون أن يراه، نعم لقد سمع الأب العنيد الصوت، فقال الطفل :
"أنا هنا يا أبي لقد أخبرت زملائي أنك ستأتي لأنك وعدتني "مهما كان الأمر سأكون بجانبك"، وها قد فعلت يا أبي".
〰〰〰〰〰〰〰〰
🔶فأصبح الأب يرفع الأحجار بحماس مضاعف ومدّ يديه لإبنه وقال : "هيا يا ولدي أخرج".
فجاء صوت الولد وهو يقول :
"لا يا أبي دع زملائي يخرجون أولًا، لأني أعرف أنّك ستخرجني مهما كان الأمر، أعلم أنك ستكون دائمًا بجانبي.
🔳وبفعل وعد الأب الذي أصرّ على الوفاء به لطفله، وإيمان الطفل وثقته بمثله الأعلى، تمّ إنقاذ ٢٦ طفل كانوا في عداد الأموات.
📍وهنا يُحضرني مقولة الأديب "شارلز ديكينز" :
"الوعد إذا كُسر لا يُصدر صوتاً بل الكثير الألم".
لذلك يجب عليكم الوفاء بعهودكم مهما كلّف الأمر من ثمن، فلا أعظم من أن تكون بقدر المسؤولية تجاه وعد صدر منك سواء لأطفالك أو لغيرهم.