يُحكى أنّ ملكاً رجع إلى قصرة في ليلة شديدة البرودة، فرأى حارساً عجوزاً واقفاً بملابس رقيقة.
فإقترب منه الملك وسأله: ألأ تشعر بالبرد؟
فأجاب: نعم أشعر بالبرد، لكنني لا أملك لباساً دافئاً، ولابد لي من تحمّل البرد.
فقال له الملك: سأدخل القصر وأرسل لك مع أحد خدمي لباس دافيء.
فرح الحارس بوعد الملك، ولكن دخل الملك قصره ونسي وعده، وفي الصباح كان العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقة كتب عليها بخط مرتجف:
أيّها الملك، كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامداً، لكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب مني قدرتي على التحمل وقتلني.
عزيزي القارئ...
نعم عندما تقدم وعداً لإنسان بشيء ما، تعطه أمل، أمل في حياة لها مذاق أفضل، أمل في بسمة وسط الدموع، في دفء وسط البرودة، في حلم وسط ظلمة الليالي، في حضن وسط جفاء الحياة، وعندما لا تفي بوعدك قد تقتله نفسياً أو جسدياً لأنك قتلت الأمل بداخله، قتلت قدرته علي المقاومة.
صلاة :
يا إلهي سامحني على كل مرة وعدت ولم أفي، وأغفر لي على كل مرة قتلت حلم في حياة شخص ما، وعلمني أن أعد بما أستطيع أن أفي. آميـــــــن.