ذهب الأب الكاهن ليناول مريضة مصابة بالشلل وفي الطريق قابله شخص لديه مشكلة حيث كان مهدّد بالفصل من عمله، وطلب من الأب الكاهن أن يذكره في صلواته وأعطاه ورقة بها إسمه.
وصل الأب الكاهن إلى المريضة وبعد أن ناولها قالت لأبونا :
"لي طلب أتمنى أن تحققه لي"
فقال لها :
"أطلبي" قالت : "أتمنى أن أخدم يا أبونا"
سكت أبونا لحظات يفكر وهو لا يعلم ماذا سيجيب عليها ولكنه رفع قلبه لربّنا وقد أرشده الله بهذه الإجابة أخرج ورقة صاحب المشكلة وأعطاها لها وقال : "صلّي لهذا الإسم لأنه شخص عنده مشكلة كبيرة في عمله." فرحت هذه المريضة بهذه الخدمة الجديدة، بعد فترة ذهب أبونا ليناولها وبعد المناولة قالت لأبونا : "ما أخبار فلان ؟" فقال لها : "الحمد لله مشكلته حلّت.."
فرحت السيّدة وقالت لأبونا :
"أليس لديك المزيد من الورق في جيبك يا أبانا ؟"
أخرج الأب الكاهن من جيبه بعض الأوراق وأعطاها للسيّدة وتمرّ الأيام ويذهب الأب الكاهن لإفتقاد السيّدة المريضة وسألها :
" كيف أخبار الخدمة؟؟"
قالت له :
" الورق الذي ترسله لي ليس كافي . عندي وقت كبير أريد أن أستفيد منه."
قال لها ابونا :
"أنتِ تقرأي الجريدة كل يوم ؟؟"
قالت له : "نعم"
قال لها :
"ما رأيكِ ، لو تمسكين صفحة الوفيّات وتصلّي للمنتقلين لكي ربنا ينيّحهم وتصلّي لأسرهم ربنا يعزّيهم ؟"
فرحت السيّدة وقالت لأبونا :
" فكرة جميلة"
وبعد فترة ذهب الأب الكاهن لزيارة المريضة وسألها عن خدمتها قالت له :
" نشكر ربّنا يا أبي أصلّي كما قدسك قلت لي، للمنتقلين وأسرهم ولما وجدت أنّ عندي وقت بقيت أصلّي للأسماء كلّها .
أحبّائي...
الخدمة ليس لها شكل محدّد وليس لها حدود.. الله ينظر إلى القلب قبل أن ينظر إلى العمل.
نحن جميعاً مدعوون إلى أن يكون لنا عمل وخدمة نمجّد بها الله.