يا له من شعور عذب ورائع ، ونحن نغلق غرفتنا لساعات مع صديق مكوّن من شاشة وأزرار !
وقد قرّرنا أن نترك اليابسة ، ونبحر نحو مداخل أبديّة للإتصال والمعرفة !
متخطّين كل الحواجز ، ومخترقين المسافات النائية والشاسعة..
لنقتفي دوماً وأبداً آثار كل مافعلته البشريّة.. أو: فكرت فيه.. أو: ربحته . أو: كانته في ذلك الذي يوسّع في ذاكرة الدنيا ! إنه : الإنترنت ..كلمة السر المعاصرة ؛ لتحويل أرضنا الرحبة إلى كرة صغيرة ،تدور بالماوس ، ونرتادها بسرعة نقرة أصبع ، ونشاهدها بعدسة دقيقة لا تغلق عينها الساهرة إلاّ حين ننام !
قد يكون عالمنا على الإنترنت ،مرافق لوحدتنا ، حيث مواقع نبيلة تضيء لنا مصابيح الضيافة ؛ للتمتع بالرفقة !
ومنبراً لحاملي شعلة الحقيقة ،والدعوة إلى الله ، وفرصة تاريخيّة للحريصين على نشر الخير ! ولكنه ليس كاملاًَ .. تماماً كما فى عالمنا على الأرض.
ففيه : السلبية ، والتجارب ، والسقوط ، والقبح ...
فمن الجانب المظلم من الإنترنت ، ينطلق الشيطان من الشاشة الساحرة ؛ ليجوب في حياتنا ويخرّبها .. ليس ذلك الشيطان الذي وصفته الكتب المقدّسة ، وإنما ذلك الشيطان الذي نصنعه بفكرنا ، ويتكوّن في تلافيف دماغنا ، ونحرّكه بأصبعنا.. لنشر : الإنحلال ، والفساد ، والشر ... بإسم نبيل ، هو : الحرية !
ونخترق به خصوصيات الغير : نتلصص عليهم ، ونسرقهم. ونخرّب أجهزتهم بفيروسات قاتلة.
بإسم أنيق ، هو : الهاكرز !
ولكي نتجاوب مع عظمة الإنترنت ، علينا أن نتعلّم : حب فضائله أكثر من بغضنا لسيئاته ..فإننا بالإنترنت نصنع فخرنا. وبالإنترنت نصنع خزينا .