حكمها ملك حكيم وعادل أراد يختبر الرجال والنساء في بلاده فأوصى بمبلغ كبير لكل زوجين سوف يصلا إلى قمة جبل السعادة، تلك القمة البعيدة...
فأعطى حصاناً لكل زوجين وطلب منهم الإنطلاق لمعرفة من سيصل إلى هناك ...
وبالفعل أعلن الكثير من الأزواج رغبتهم بدخول المسابقة وهذه حال الكثيرون ممّن يقدمون على الزواج.
البعض منهم ركبا الحصان معاً وإنطلقا بأقصى سرعة ولكن الحصان لم يحتمل السرعة الكبيرة فمات وهما في بداية الطريق.
آخرون ركبوا الحصان ولكن بسرعة بطيئة جداً فجاعوا وعطشوا بسبب عدم إستعدادهم من الحاجات الضرورية لرحلتهم المشتركة ويأسوا من المسافة الطويلة فقرّروا التوقف والعودة.
بينما آخرون ركبوا الحصان بسرعة معقولة ولكن حمّلوه بحاجاتهم الضرورية المشتركة والتي لم يخففوها أو يتنازلوا عن قسم منها بسبب مشقّة الحمل والمسافة الطويلة فمات الحصان في منتصف المسافة بسبب الحمولة الزائدة والتي فاقت قدرة تحمله وبالتالي لم يصلوا لجبل السعادة.
ولكن هناك من عرف كيف يستفيد من هذا الحصان فتناوب الرجل والمرأة على ركوبه وحاولوا أن يخفّفوا حاجاتهم الضروريّة بحيث لا ترهقهم خلال مسيرتهم فكان الرجل يمشي على قدميه عندما كانت المرأة تركب الحصان، وعندما يتعب الرجل كانت المرأة تمشي على أقدامها وتحمل جزءً من حاجاتها الضرورية في الوقت الذي كان فيه الرجل راكباً الحصان وكانت سرعة الحصان متوسطة فلا سريعة ترهقه ولا بطيئة تزعجه وتضجره.
وبالفعل تناوبا على ذلك خلال المسيرة فلم يتخلوا عن حاجاتهم الضرورية بل حافظوا عليها وكانت زادهم الضروري خلال الرحلة وكانوا هم الواصلون الحقيقيون إلى جبل السعادة لأن سعادتهم في المسيرة لم تكن أقل من سعادتهم في الوصول.
عزيزي القارئ...
هناك من إقترب من القمة ولكن لم يدركها وهذا بالفعل ما يحدث مع الأزواج الذين تكون المحبة والتضحية متبادلة بينهم فلا يأخذ الواحد منهما دور المعطي دوماً والآخر دور الآخذ دوماً فكلاهما يتبادلان الدور لكي يمدوا بعضهم بالخبز اليومي لحياتهم المشتركة ألا وهو الحب والصبر.