دعى خبّاز غني عشرين ولداً فقيراً من أولاد مدينته إلى فرنه وأراهم قفّة مملوءة خبزاً وقال لهم :
«يوجد في هذه القفة أرغفة خبز، فليأخذ كل واحد منكم رغيفاً، وليأتِ كل يوم ويأخذ أكثر!»
فما إن إنتهى من التكلّم، حتّى هجم الأولاد وتسابقوا ليأخذ كل واحد الرغيف الأكبر.. وبعد أن أخذوا كل ما في القفّة، غادروا المكان بدون أي كلمة شكر للخبّاز! وكان مع شلّة الأولاد فتاة صغيرة وقفت تنتظر حتّى غادر الجميع ومن ثمّ أخذت الرغيف الصغير المتبقّي في القفة، وقبّلت يد الخبّاز، وشكرته ورحلت.
وفي اليوم التالي تكرّر الأمر...
رجعت الفتاة إلى البيت وناولت والدتها الرغيف، وعندما كسرت الوالدة الرغيف، فوجئت بوجود دينار ذهبي داخله!
وعندما أرجعت البنت الدينار للخبّاز، قال لها :
«يا بنيّة، لم تكن هذه غلطة من قبلي بل أنا وضعته في أصغر رغيف مكافأة لك على تصرفك الحسن!»
عزيزي القارئ...
إنّ الأنانيّة سائدة اليوم والذي يفسح المجال أمام الآخرين كي يتقدموه، يعتبر ضعيفاً.. ولكن على المسيحي الحقيقي أن يرفض ذلك المنطق! ولكن هذا لا يعني بأنّه يجب علينا أن نهمل متطلّباتنا... إذ قال الرسول بولس: أن لا ننظر فقط إلى ما هو لنفوسنا، بل إلى ما هو لآخرين أيضاً.
إنّ الإهتمام بنفوسنا ليس خطيئة، ولكن حينما نتشبه بالمسيح فنحن ننظر إلى ما هو لآخرين أيضاً!
من له يسوع , له الحياة. الله لا يحبنا لأننا ذا قيمة , بل إننا ذا قيمة لأنّ الله يحبّنا.