HTML مخصص
راح الولد الصغير يملأ حوضاً صغيراً ماءً حتى فاض ، ورآه أبوه أنه مازال يحضر ماء ليصبّه فوق الحوض فأسرع إليه يسأله :
لماذا مازلت تحضر الماء ؟
لأرى هل يستوعب ماء أكثر ؟
ولكن الماء الفائض يسيل خارج الحوض، فتمتلئ الدار مياهاً وتتّسخ من دعسات الأقدام.
والحجارة ألا يمكنني أن أضع بعضاً منها في داخله ؟
كذلك الأمر تفيض المياه خارج الحوض .
وكيف السبيل لوضع هذه الحجارة في الحوض ؟
عليك أن تنقص المياه قليلاً لتضع مكانها الحجارة.
عزيزي القارئ...
يقول الإنجيل إنّ الملاك بشّر مريم قائلاً لها :
يا من أفاض الله عليها النعم ، يا مملوءة نعماً.
فمريم العذراء ، الممتلئة نعمة بل نعماً.
لم يعد فيها مكان لشيء آخر.
فكيف يمكن أن تدخل الخطيئة في حياتها ؟ فالذي ملأها نعماً لا يمكنه أن ينزع بعضاً من النعم منها لتعرف الخطيئة وتقترفها !