كان هناك أب كبير في السنّ يجلس مع إبنه ، وإذ بعصفور يطير بالقرب من النافذة ويغرّد.
فسأل الأب إبنه :
الأب : ما هذا ؟
الإبن : عصفور
وبعد دقائق عاد الأب وسأل للمرة الثانية :
الأب: ما هذا ؟
الإبن بإستغراب : إنّه عصفور !!
دقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرة الثالثة :
الأب: ما هذا ؟
الإبن وقد إرتفع صوته : إنّه عصفور .. عصفووور يا أبي !!!
ودقائق أخرى عاد الأب وسأل للمرّة الرابعة :
الأب: ما هذا ؟
فلم يحتمل الإبن هذا وإشتاط غضباً وإرتفع صوته أكثروقال : ما لك تعيد عليّ نفس السؤال ، فقد قلتُ لك إنّه عصفور هل هذا صعب عليك فهمه؟
عندئذ قام الأب وذهب لغرفته ثمّ عاد بعد دقائق ومعه بعض أوراق شبه ممزّقة وقديمة من مذكّراته اليوميّة ثم أعطاها لإبنه وقال له :
أقرأها...
بدأ الإبن يقرأ :
اليوم أكمل إبني ٣ سنوات وها هو يمرح ويركض من هنا وهناك،وإذ بعصفور يغرّد في الحديقة فسألني إبني ما هذا فقلتُ له إنّه عصفور وعاد وسألني نفس السؤال ٢٣ مرّة وأنا أجبته ٢٣ مرة !
فحضنته وقبّلته وضحكنا معاً حتّى تعب ونام فحملته وذهبت به لينام على سريري حتّى اليوم التالي...
عزيزي القارئ...
…لن نستطيع أن نقدّم لوالدينا ما ضاع عمرهم في تقديمه لنا .....
