رجل أمريكي إسمه "ريك فان بيك" يعمل ميكانيكي و يجد قوت يومه بصعوبة بسبب معاناته مع مدير عمله المتسلّط.
وقد رزقه الله ببنت مصابة بالشلل الدماغي و ضمور عضلاتها.
كلّما دخل عليها وجدها تبكي ، فيغلق عليها الباب و يذهب إلى غرفته مهموماً ، يضرب السرير بقدمه في غيظ قائلاً : لماذا يا ربّ كل الناس تنجب أولاداً و بناتاً و أنا الوحيد الذي إبتليتني بالفقر و إبنة مريضة؟
ذهب إلى عمله يوماً و إشتكى إلى صاحبه فقال له صديقه :
"البنات يا صديقي من أسرار جمال الحياة فإستمتع بقربها و سوف يريك الله جمال وجودها ذات يوم ".
ذهب إلى بيته و دخل على إبنته المقعدة فنظرت إليه و بكت كعادتها.
حملها على ظهره فسكتت ، جرى بها في الشقّة فارداً ذراعيه كأنهما جناحين فضحكت حتى شهقت من كثرة الضحك.
شعر بالسعادة لأوّل مرّة في حياته ، حملها و جرى بها في الشارع كالمجنون ، ضحكت و ضحكت و ضحكت.
رآه جاره فقال له إنّي أراك سريعاً جداً في الجري ، لماذا لا تتقدّم للإشتراك في سباق ترياثلون ( وهو سباق ثلاثي أشبه بالماراثون يبدأ بالسباحة ثم ركوب الدراجات و ينتهي بالجري) فربما تحصل على الجائزة المالية فيه.
تقدّم ريك للمسابقة و ذهب حاملاً إبنته على كتفه ، حقّق المركز الثالث ولكنّه خطف الأنظار إليه بسبب إبنته.
تكلّمت عنه الجرائد و إنصرفت أنظار الناس عن صاحب المركز الأوّل.
تقدّم في العام التالي لنفس المسابقة وحمل إبنته مرّة أخرى و جرى بها ... عافر و قاوم حتّى حاز على المركز الأوّل و فاز ب ٤ مليون دولار و جائزة الأب المثالي و لُقِّبَ بـ "والد القرن".
ريك المكانيكي تحوّل بين يوم و ضحاه إلى وجه إعلامي معروف بمدينة سانفورد في ولاية كارولينا الشماليّة و أسّس شركة تعنى بذوي الإحتياجات الخاصة ..!!