HTML مخصص
منذ زمان بعيد، كانت تعيش في الصين فتاة إسمها ”لي لي“، تزوَّجت وذهبت إلى بيت حماتها لتعيش مع زوجها في بيت أسرته، حسب عادة البلاد هناك.
ولم يمضِ قليل وقت إلاَّ ووجدت ”لي لي“ أنها لم تَعُد قادرة على المعيشة مع حماتها على الإطلاق.
فإنها وجدت أنّ شخصيّتها لا تتناسب، بل وتختلف كل الإختلاف مع شخصية حماتها؛ وكذلك شخصيّة حماتها نفس الشيء تختلف معها!
فقد كانت ”لي لي“ تغضب من كثيرٍ من عادات حماتها، بالإضافة إلى أنّ حماتها كانت تنتقد ”لي لي“ دائماً.
ومرَّت الأيّام، وعَبَرَت الأسابيع، و”لي لي“ وحماتها لا تكفَّان عن العراك والجدال.
ولكن، ما جعل الأمر أسوأ وأسوأ، هو أنّه بحسب التقاليد الصينية يجب على الكنَّة (زوجة الإبن) أن تخضع لحماتها وتطيعها في كل شيء.
وقد تسبَّب كل هذا الغضب والشقاء لزوجها بالحزن والألم الشديد.
وأخيراً، وجدت ”لي لي“ أنها لا يمكنها أن تقف هكذا في مواجهة سوء أخلاق حماتها وتحكُّمها فيما بعد، فقررت أن تفعل أي شيء لتلافي ذلك.
وفي اليوم التالي توجَّهت ”لي لي“ إلى صديق حميم لوالدها، السيِّد هويانج، تاجر أعشاب طبيّة في القرية التي تعيش بها.
وأخبرته بكل الوضع وسألته إن كان يمكنه أن يعطيها بعض الأعشاب السامّة حتّى تحلّ مشكلتها مع حماتها مرّة واحدة وإلى الأبد.
وفكَّر هويانج مليّاً برهة من الزمن، وأخيراً قال :
”أنظري، يا "لي لي"، سوف أساعدك على حل مشكلتك، ولكن عليكِ أن تنصتي لِمَا أقوله لكِ وتطيعيني“.
- فردَّت عليه "لي لي": ”حاضر، يا هويانج، سوف أفعل كل ما تقوله لي“.
ودخل هويانج إلى الغرفة الداخليّة لدكّانه، ورجع بعد عدّة دقائق حاملاً رزمة من الأعشاب.
وقال لـ "لي لي": ”انظري، أنتِ لا تستطيعين إستخدام سمٍّ سريع المفعول لتتخلَّصي من حماتكِ، لأن ذلك سوف يثير الشك في نفوس أهل القرية.
لذلك فقد أعطيتكِ بعض الأعشاب التي تبني السموم في جسمها.
وعليكِ يوماً دون يومٍ أن تُعدِّي لحماتك أكلة لذيذة الطعم وتضعي فيها قليل أعشاب في إناء للطبخ.
ولكي تتأكَّدي من أنه لن يشكَّ فيكِ أحد حينما تموت، فلابد أن تكوني واعية جداً أن تتصرفي معها بطريقة وديّة جداً.
فلا تتجادلي معها وأطيعيها في كل رغباتها، بل عامليها كأنها ملكة البيت“!
وسُرَّت ”لي لي“ جداً، وشكرت السيّد هويانج، وأسرعت إلى البيت لتبدأ خطة القتل لحماتها!
ومرّت الأسابيع، وتتابعت الشهور، و”لي لي“ تُعِدُّ الطعام الخاص الممتاز كل يومين لحماتها، وتعاملها كأنها أُمها.
وبعد مرور ستة أشهر، تغيَّر كل شيء في البيت.
فقد بدأت ”لي لي“ تمارس ضبطها لغضبها من حماتها، حتى أنها وجدت أنها لم تَعُد تتصرَّف معها بحماقة أو بغضب.
وظلَّت ”لي لي“ لا تدخل في مجادلات مع حماتها لمدة ٦ شهور، لأنّ حماتها بدأت تعاملها بحنوٍّ أكثر وبتبسُّطٍ أكثر.
وهكذا تغيَّر إتجاه الحماة تجاه ”لي لي“، وبدأت تحبّها كأنها إبنتها!
بل صارت تحكي لصديقاتها وأقاربها أنه لا توجد كنَّة أفضل من ”لي لي“.
وبدأت لي لي مع حماتها يتعاملان معاً كأُم حقيقية مع إبنة حقيقية!
أمّا زوج لي لي فعاد سعيداً جداً وهو يرى ما يحدث.
ولكن لي لي كانت منزعجة من شيء ما.
فتوجَّهت إلى السيّد هويانج وقالت له: ”سيدي هويانج، أرجوك أن تساعدني لتجعل السمَّ الذي أعطيته لي لا يقتل حماتي!
فقد تغيَّرتْ إلى سيّدة طيبة، وصرتُ أحبها كأنها أُمي.
أنا لا أُريدها أن تموت بالسمِّ الذي وضعته لها في الطعام“.
وإبتسم هويانج وأطرق برأسه قليلاً ثم قال لها:
”يا لي لي ليس هناك ما يثير إنزعاجك! فأنا لم أعطِكِ سمّاً، فالأعشاب التي أعطيتها لكِ كانت فيتامينات لتقوية صحتها.
السمُّ الوحيد كان في ذهنكِ أنتِِ وفي مشاعرك تجاهها.
ولكن كل هذا قد زال بمحبتكِ التي قدَّمتيها لها“.
عزيزي القارئ...
أَلاَ يحدث مثل هذا الخلاف والشقاق في بيوتنا وكنائسنا وبين أفراد عائلاتنا ورجال كنائسنا؟! وهذا هو العلاج:
المحبة!
فلننصتْ ونُطِعْ كلمات الوحي الإلهي لنا جميعاً، ونضعها
موضع التنفيذ :
«ليُرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين مُتسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح»
(أف ٤: ٣١ - ٣٢)