توفّي كاهن ومَثَلَ أمام القدّيس بطرس يريد أن يدخل السماء.
رحّب به مار بطرس وأمر ملاكًا بأن يُحضر ملفّ الكاهن ليطّلع على حياته وأعماله.
وبعد أن قرأ الملف كاملاً قال للكاهن :
“حياتك لا بأس بها، إنما عليك أن تقضي ١٥٠ أسبوعاً في المطهر”.
إحتجّ الكاهن، وكان يودّ أن يدخل السماء مباشرة، فحنّ عليه مار بطرس وقال له :
“نظرًا لما عانيته من آلام الروماتيزم في حياتك، أعطيك خصم 30%.
لكن الكاهن لم يكتفِ وبدأ يجادل مار بطرس ويطلب أن يدخل السماء مباشرة.
تعب مار بطرس من إصرار الكاهن، لكن الكاهن أصرّ على إستئناف الحكم إلى يسوع المسيح الكاهن الأزليّ.
وبعد أخذٍ وردٍّ، إتّصل مار بطرس بيسوع المسيح وقال له :
"هنا كاهن لا يقبل بحكمي ويريد أن يرفع شكواه إليك شخصياً".
وبعد بضعة دقائق وصل يسوع المسيح فرأى الكاهن وسأله ماذا يريد.
أجاب الكاهن :
"عندي ثلاثة أسباب لإستئناف الحكم".
فقال له يسوع : "قل".
أجاب الكاهن :
"يقول تلميذك يوحنا : “في بيت أبي منازل كثيرة، وأنا ذاهب لأعدّ لكم مقامًا... فكيف أقتنع أنّك يا يسوع في السماء منذ أكثر من ألفي عام، لتعدّ لي مكانًا في المطهر لا في السماء".
أجاب يسوع :
"حسنًا، أكمل".
فقال الكاهن :
“قلتَ أنتَ على لسان تلميذك يوحنا، "إن الذين أحببتهم أريد أن يكونوا حيث أكون أنا.. فكيف تكون أنت على عرشك في السماء وكاهنك يتألّم في المطهر"؟.
إبتسم يسوع وقال للكاهن:
"أكمِل".
أجاب الكاهن :
"يقول لوقا الإنجيليّ أنّك وعدتَ تلاميذك أنهم سيأكلون ويشربون معك على مائدتك في ملكوتك.
وملكوتك هو السماء، فهل هيّاتَ لي مائدة في المطهر؟".
إبتسم يسوع مجدّدًا وسأل الكاهن :
"والآن ماذا تريد بعد هذا الدفاع المستميت؟"
أجاب الكاهن :
"أريد فقط أن أكرّر ما قاله رسولك متى حين كتب : أنا لست أهلاً... ولكن حسبك يا ربّ أن تقول كلمة..."
وضحك يسوع حتى بانت نواجِذُه، وربّت على كتف الكاهن وقال له :
"ليكن لك حسب إيمانك".
قال هذا وأشار إليه أن يتبعّه.
وسلك يسوع درجًا خفيًّا والكاهن يسير وراءه، وما هي إلاّ لحظات حتى وجد الكاهن نفسه في السماء.