إلتقت أدوات النجارة معاً في مؤتمر, وإذ أرادت السيّدة مطرقة أن ترأس المؤتمر, إجتمعت بعض الأدوات الأخرى وإحتجّت كيف يمكن للسيّدة مطرقة أن تحتل مركز الرئاسة وهي مزعجة بصوت طرقاتها أنه يجب عليها أن تنسحب من المؤتمر.
قالت السيّدة مطرقة :
"إن كان يجب على أن أنسحب بسبب إزعاج طرقاتي, فإنه يجب على السيدة فارة النجار أن تنسحب أيضاً, لأنّ كل ما تفعله هو على السطح, أعمالها بلا عمق !"
إذ سمعت السيّدة فارة إحتجّت قائلة :
"إن كنتم تريدون منى أن أنسحب, فإنه يلزم على السيّدة مسطرة أن تترك المؤتمر, لأنها لا تُستخدم إلاّ فى القياس, وبكبرياء تدّعي أنّها دون غيرها دقيقة تماماً فى عملها."
وقفت السيّدة مسطرة تشتكي قائلة :
"إن كنتُ أنسحب بدعوى كبريائي, فإنّ السيّدة سنفرة لا تستحق المشاركة في المؤتمر, لأنها خشنة وصوتها مقزّز."
هكذا ظنّت كل أداة أنّ غيرها لا يستحق المشاركة في المؤتمر, وإذ دخل نجّار الناصرة أمسك بالخشب وبدأ في صمت يعمل, مستخدماً المطرقة والفارة والمسطرة والسنفرة والمسامير... فصنع صليباً رائعاً.
إلتقت الأدوات معاً لتسبّحه, إذ إشترك الكل فى العمل, وشعر الكل بإحتياجهم لبعضهم البعض,خلال يدي المخلص العجيب.
نفسي تعاني من الكبرياء, فأحتقر أعمال الآخرين وأفكارهم !
وأعاني أحياناً من الإحباط, فأظن إني بلا مواهب, ليس لي عمل ذو قيمة !