أحضر الأب صندوقاً مملؤاً من اللؤلؤ الغالي الثمين جداً والذهب الكثير، ووضعه أمام أولاده الثلاثه الذين يحبهم جداً جداً وقال لهم:
- يا أولادي، أنّي أحبكم جداً لذلك قرّرت أن أهب لكم هذا الصندوق.
ففتحه الأب أمام الأولاد الثلاثة وقال لهم :
- يا أحبائي الآن كل واحد منكم يأخذ بكفيّه الإثنتين من الصندوق على قدر ما يستطيع على شرط أن يأخذ مرة واحدة فقط على قدر ما يستطيع بكفيّه.
وكانت الفرصه كبيرة أمام الإبن الأكبر الذي كان له كفّان كبيران جداً والذي بدأ وأخذ ملىء يديه الكبيرتين لؤلؤاً وذهباً كثيراً.
ثمّ جاء بعده الإبن الأوسط الذي له كفّان كبيران أيضاً وأخذ قدراً كبيراً من اللؤلؤ والذهب.
ثمّ جاء دور الإبن الأصغر الذي نظر إلى يد أخويه كيف كانتا كبيرتان ثمّ نظر إلى يديه فوجدها صغيرة جداً، فركض إلى حضن أبيه وسأله:
- أبي: هل تحبني؟؟ فأجاب الأب:
- طبعاً، أحبك جداً يا بني.
أجابه الإبن :
- أذن: يا أبي إني لا أريد أن آخذ نصيبي بنفسي، هل من الممكن أن تعطيني أنت نصيبي بيدك أنت؟؟
- فنظر الأب إلى الإبن وأغلق الصندوق وأعطى كل ما فيه للإبن الصغير لأنّ الصندوق هو ملكه.
قارئي العزيز :
لقد إختارا الإبنان الآخران الإعتماد على أنفسهما في إختيارهما بدون الرجوع إلى أبيهما ... بينما ذلك الإبن الصغير هو الذي أحسّ بإحتياجه الحقيقي للأب فلجأ إليه وأسلمه أمره وطريقه ومستقبله، فما كان من الأب إلاّ أن يعطيه كل ما له.
- أنا وأنت كل يوم نعتمد على قوانا الضعيفه دون الرجوع إلى الله لذلك فإننا كثيراً ما نختار الإختيار الخاطىء وذلك لكوننا ضعفاء.
ولكن دعنا ندعو الله ليتقدمنا في إختياراتنا، في أحلامنا وفي طموحاتنا وفي كل شىء ... لأنه هو القادر على أن يفعل أكثر ممّا نطلب أو نفتكر وقادر على أن يمنحنا أكثر مما نحلم