في ذلك اليوم الهادئ، حيث لم يُسمع صوت أيّ قنبلة أو قذيفة، وكان الجندي الشاب يعلم أنّه يوم الأحد، يوم الربّ، وفيما كان جالسًا، أخرج من جيبه ورق اللعب ووضعه أمامه على المقعد.
فاجأه القائد وقال له :
"لماذا أنتَ قابعٌ لوحدك، بعيدًا عن فرقتك؟"
أجابه الجندي :
"فكّرتُ أن أنزوي قليلاً لأقضي بعض الوقت مع الربّ".
قال له القائد :
"ولكن، يبدو لي أنَّكَ تتلهّى بورق اللعب".
فردّ الجندي :
"عفوًا سيّدي، من اليوم الذي حرمتُ فيه في هذا البلد من إقتناء كتاب الإنجيل أو أيّ كتاب للصلاة المسيحيّة، قررتُ أن أتكلّم مع الربّ بواسطة أوراق اللعب".
قال القائد :
"هلمّ علّمني طريقتك".
وفتح الجندي ورق اللعب وقال للقائد :
- يا سيّدي؟ هل ترى ورقة واحد فهي تذكرني بأنّ إلهنا واحد. - ورقة الـ ٢ تذكّرني بالعهدين القديم والجديد في الكتاب المقدّس، وبالطبيعتين الإلهيّة والإنسانيّة في شخص المسيح.
- ورقة الـ ٦ تذكّرني بالأيّام التي خلق فيها الله الكون وكلّ ما فيه، وبالأخصّ باليوم السادس حيث خلق الإنسان على صورته كمثاله (تك ١).
- ورقة الـ ٧ تذكّرني باليوم السابع الذي إستراح فيه الله، وبمواهب الروح القدس السبع.
- ورقة الـ ٨ تذكّرني بعائلة نوح : زوجته، أولاده الثلاثة وزوجاتهم، وتذكّرني خصوصًا باليوم الثامن إنطلاقة العهد الجديد المبني على حدث قيامة الربّ يسوع من بين الأموات.
- ورقة الـ ٩ تذكّرني بالبرص التسعة الذين لم يشكروا يسوع بعد أن شفاهم، وحده العاشر جاء ليسجد له.
- ورقة الـ ١٠ تذكّرني بالوصايا التي أعطاها الربّ لموسى على لوحين من حجر.
- ورقة الجوكر ترمز إلى لوسيفورس الذي كان ملاك النور وفقد مكانته وها هو اليوم يلعب دور جوكر الضياع.
- الملكة ترمز إلى بابل العظيمة، "أُمِّ الفاجرات وأرجاس الأرض، والتي زنى معها ملوك الأرض، وسَكِرَ القاطنون في الأرض من خَمرِ فجورِها" (رؤيا ١٧ : ١-٢)
- الملك يمثّل يسوع المسيح ملكَ الملوكِ.
إذا جمعنا أرقام الأوراق حصلنا على العدد ٣٦٤، أيّ ما يوازي ورقة لكلّ يوم من أيّام السنة.
عدد أوراق اللعب ٥٢ ورقة لأسابيع السنة الإثنين والخمسين.
الفئات الأربع تمثّل الفصول الأربعة التي خلقها الله: الربيع والصيف والخريف والشتاء.
والآن، عندما أُريد التكلّم مع الله، ليس أمامي إلاّ أن أسحب ورقة واحدة، وأسترسل معه بالحديث إنطلاقًا من رمز الورقة ولونها.
وظلّ قائد الفرقة واقفًا والدموع في عينيه، فقال للجنديّ :