في الغرب الأميركي وفي أوائل القرن الماضي إشترى رجل أرض في منطقة يقال أنها مليئة بالذهب.
إشترى هذا الرجل آليات بسيطة وبدأ الحفر بحثاً عن الذهب.
بعد عدّة أيّام عثر على عرق ذهبي في الأرض.
فرح الرجل وقال هذه هي البداية. وفعلاً إستمرّ بالحفر وهو يلحق العرق الذهبي ووجد العرق يزداد ثخانة وتشعّباً.
أدرك الرجل أنّ أرضه مليئة بالذهب لذا قال لنفسه لا بدّ من أن أستثمر في أدوات أفضل وأطلب المساعدة.
وهكذا طمر مكان الحفر وعاد إلى بلدته.
أخبر عائلته وباع كل ما لدى العائلة ثم إنطلق، وفي طريق العودة إشترى الرجل كل ما يلزم من آليات وبدأ العمل مع أفراد عائلته.
وهكذا بدأ الذهب يخرج عليهم كل يوم أكثر.
حتّى جاء يوم وبدأت كميّة الذهب بالنقصان وبدأت العروق بالإختفاء.
أدرك الرجل أنّ الحفريات سوف تنتهي لأنّ الذهب قد نفذ فما كان منه إلاّ أن باع كل شيء مع المنجم لشخص بسيط وبمبلغ زهيد وعاد بما جمعه من ذهب مع عائلته.
الشخص الذي إشترى المنجم لم يقتنع أنّ المنجم قد نفذ في الذهب ولكنّه لم يكن متأكداً لذا إستدعى خبير جيولوجي ودفع له مقابل تقرير خبرة عن أماكن وجود الذهب في أرضه.
الخبير درس الحفريّات السابقة ونوعيّة التربة ، ثمّ قال للرجل، عروق الذهب القديمة لم تنفذ وإنما هي على بعد نصف متر ، في الحقيقة هناك إنهدام وهو ما جعل كل العروق تختفي.
حفر الشخص على بعد نصف متر من المكان الذي حدّده له الخبير ووجد ذهب أكثر ممّا وجده صاحب المنجم الأوّل بعشرات الأضعاف.
سمع صاحب المنجم الأوّل بالقصّة وعاد إلى المكان ليرى نتيجة خيبته.
عندما رآه صاحب المنجم الجديد توجّه إليه وقال له :
- أنت نادم؟
- كلا
- ولماذا أنت هنا؟
- جئت لكي أتذكّر دوماً أنني وقفت على بعد نصف متر من ثروة عظيمة وتركت هذه الثروة لأنّي إستسلمت عند أوّل عقبة في طريقي.
هذه العقبة التي كان يمكن أن أتجاوزها لو استعنت برأي من هو أعلم مني.