عند أحد المطاعم الشهيرة ، خرج عامل النظافة بالمطعم من الباب الخلفي ليفرغ محتويات صندوق القمامة في المكان المخصص لذلك خلف المطعم، فتسمّرت قدماه وإرتعشت يداه حين وجد طفل صغير يشارك الكلاب التي تجمّعت تلتقط قوتها من فضلات الطعام، وقد جمعتهم صداقة الجوع واللامأوى.
رقّ قلب الرجل وفي رفق شديد وحنان بالغ وضع يده على كتف الطفل وقرّبه إليه حتّى يشعر بالأمان، وقال له عامل النظافة :
أنت جعان ؟!
فاجابه الولد :
نعم هل تستطيع تأمين الطعام لي ؟!
اجاب العامل : لأ لكن سوف أرسلك إلى مكان قريب، تأكل فيه حتى تشبع !!
هل ترى الفيلاّ هناك ، آخر الشارع على اليمين ؟! إذهب، أطرق الباب ، ومن يفتح لك قول له متى (٢٥ : ٣٤)!!
إتّجه الصبيّ ناحية الفيلا وقد ملأ الأمان والإطمئنان قلبه.
طرق الباب، ففتحت له سيّدة ، ملامح وجهها أوحت له بنفس الأمان والإطمئنان الذي أحسّه في لمسة يد عامل النظافة بالمطعم.
قال لها الطفل (متى ٢٥ : ٣٤) أجابته السيّدة ، تفضّل !!
دخل الطفل خلفها واذا به من الداخل بيت فسيح مريح وجميل. تنفّس الصعداء وقال في نفسه، يا إلهي معقول يأكلوني هنا ؟!!!
وهنا قاطعته السيدة ، يبدو أنّك جائع ؟ تعال تفضّل وأخذته إلى مائدة فيها من الأطعمة ما لم يره من قبل!!
تفضّل ، كُل حتّى تشبع.
أكل الطفل حتّى شبع وأخذ يردّد في نفسه :
مع أنّي لا أعرف من هو (متى ٢٥ : ٣٤) لكن يبدو أنه رجل غنيّ وطيّب وكريم.
بعد أن أكل الطفل وشبع ، جاءت السيدة مرة أخرى وقالت : سأجهّز لك الحمّام، وأحضرت له غيار نظيف وتركته ليأخذ حمام قبل النوم.
غاب الطفل وقت طويل وهو مستمتع في البانيو وهو ما زال يردّد في نفسه ، مع أني لا أعرف من هو (متى ٢٥ : ٣٤) لكن يبدو أنه رجل طيب وكريم. بعد الحمّام إصطحبته السيّدة إلى غرفة النوم وقالت له ، هنا سيكون مكانك الليلة.
إتجه الطفل إلى سريره المريح ونام ... شعر بحنان بالغ وأمان وإطمئنّ قلبه.
هذا الإحساس لم يحسّه أبداً من قبل ، وراح يغط في نوم عميق حتى الصباح.
وفي الصباح قالت له السيّدة ، إتبعني لغرفة الطعام لكي تتناول فطورك.
تبعها الطفل وأكل وشبع حينئذ سألته السيّدة ، بالأمس حينما فتحت لك الباب قلت لي ، (متى ٢٥: ٣٤) ترى هل تعرف ماذا يعني ذلك ؟!!
أجابها الطفل بصراحة أنا لا أعرف معناها ، ألا يوجد هنا عم متى ؟؟!!
صديقي ... صديقتي
إن أردت أن تعرف معنى كلمة السرّ ، إفتح كتابك المقدّس الآن وإقرأ (متى ٢٥: ٣٤).