مجدي وماجد شابان متغربان ينتميان إلى أسرة غنية جدًا.
إذ إقترب موعد عيد الأم كانا يتنافسان في تقديم هدية قيِّمة وجذابة لأمهما.
كانا في حيرة ماذا يقدّمان لأمهما الثريّة جدًا والتي لا ينقصها شيء.
كان يبحثان عن هديتين لأمهما.
أخيرًا سمع مجدي عن طائر الزرقا الجميل الشكل جدًا، والقادر أن يتعلم خمس لغات.
إشترى مجدي الطائر الذي دفع ثمنه عدة آلاف من الدولارات وأرسله إلى والدته بالبريد مع كارت جميل وكلمات رقيقة عبّر بها عن حبه وتقديره لأمه.
كان مجدي يترقّب بين لحظة وأخرى مكالمة تليفونية من والدته ليسمع منها رأيها في هذه الهدية القيمة والجميلة.
حلّ عيد الأم وإنتظر حتى الظهيرة ثم إتصل بوالدته ليهنئها بالعيد.
لم تشرْ الوالدة إلى الهدية، فتعجّب مجدي.
- هل وصلت الهديّة يا أماه؟ - أشكرك يا مجدي على الكارت اللطيف وكلماتك الرقيقة؟
- هل إستلمي الطائر يا أماه؟
- نعم يا إبني ! أشكرك فإن لحمه طعمه لذيذ!
صدم مجدي فقد ذبحت والدته الطائر الذي كلّفه عدة آلاف من الدولارات، وكان يترقّب أن تعلّمه والدته بعض اللغات فتجد تسليتها في الحديث معه.
إنها لم تعرف قيمة العطية!
← عزيزي القارئ...
هذا ما نفعله كثيرًا حين يقدّم لنا الله عطايا ومواهب لا تُقدّر بثمن، فنستخدمها لا كما يليق، حسبما يريد الله، إنما نستخدمها لإشباع شهواتنا وملذاتنا الجسدية.
صلاة :
إلهي، وهبتني الحب لأتشبه بك يا كلي الحب. في غباوتي حولته إلى شهوة رخيصة! وهبتني دافع الغضب لأثور ضد شرّي، فأستخدمته ضد أخوتي، فأقتل سلامي الداخلي.
وهبتني دافع الخوف لأخشى كل فساد. فإستخدمته لتحطيم نفسيتي وهلاكها! هب لي روح الحكمة والتمييز، فأعرف بروحك القدّوس أن أوجّه كل عطاياك لي!