"رُفِع يسوع إلى السماء بمرأى عن رُسُله ثمّ حجبته غمامة. وإذا رجُلان مثَلا لهم في ثياب بيض وقالا: "يسوع الذي رُفِع عنكم إلى السماء سيأتي كما رأيتُموه ذاهبًا إلى السماء""
(رُسُل ٩:١-١١).
ويسوع أكّد مجيئه الثاني :
"كما كان في أيام نوح يكون مجيء ابن الإنسان. كانوا يأكُلون ويشربون ويُزوِّجون ويتزوَّجون ولم يتوقَّعوا شيئًا حتى جاء الطوفان فجرفهم. كذلك يأتي ابن الإنسان فيؤخَذ الواحد ويُترَك الآخَر. فاسهروا وكونوا مُستعدِّين لأنه في ساعةٍ لا تحسَبونها يأتي ابن الإنسان".
"كما يلمع البرق في المشارق ويُشاهدونه في المغارب كذلك يكون مجيء ابن الإنسان".يُنكر البعض حقيقة المجيء الثاني والدينونة الأخيرة. إنها محنة إيمان أنبأ بها الكتاب: "يأتي في الأيام الأخيرة قوم مُستهزئون تقودُهُم أهواؤهم، يقولون: "أين موعد مجيئه؟ مات آباؤنا ولا يزال كلّ شيء على حالِه" (٢ بطرس ٣:٣-٤).
ويسوع أعطى علامات لمجيئه:
"خُذوا العِبرة من التينة. إذا لانت أغصانُها علمتُم أنّ الصيف قريب".
ومن تلك العلامات :
١. تردّي الإيمان وظُهور البِدَع والهرطقات والكُفر وتفشّي التنجيم والعرافة والسحر وعبادة الشيطان: "متى جاء ابن الإنسان هل يجد الإيمان على الأرض"؟ "والروح يقول صريحًا إنّ بعضهم يرتدّ عن الإيمان في الأزمنة الأخيرة ويتبعون أرواحًا مُضِلّةً ومذاهب شيطانيّة لقومٍ مُرائين كذّابين كُويت ضمائرُهم (كما بالنّار فصاروا بلا ضمير)" (1 طيموتاوس 1:4-2).
٢. إنحطاط الأخلاق وازدياد الفسق وانعدام المحبّة في كثير من الناس (متى 12:24؛ 2 طيموتاوس 1:3-4).
٣. إضطهاد المؤمنين: "تأتي ساعةٌ يظنّ كلّ مَن يقتُلُكم أنه يؤدّي عبادة لله". فيكون ضيق لم يكُن مثله من قبل، ولن يكون.
٤. الحروب والكوارث، هذه تزداد وتستشري في آخر الزمان، وتكون علامات غريبة في السماء والكواكب والشمس والنُجوم.
٥. ظُهور المسيح الدجّال: "يكون ارتداد عن الدِّين ويظهر أخو الإلحاد، ابن الهلاك والعدوّ الذي يُعادي اسم الله ويجلس في هيكل الله ويزعَم أنه إله. ويكون مجيئُه بقُدرة من الشيطان على جميع المُعجزات والأعاجيب الكاذبة ومغاوي الباطل. ويبيده الربّ بنَفَس فمه ويسحقه بضياء مجيئه" (أنظر 2 تسالونيقي 2:1-10).
وعبارة "يُبيده بنَفس من فمه تعني أنّه يُبيده بروحه، وبكلامه؛ فإبادة الشيطان أمرٌ في غاية السهولة بالنسبة للربّ: يُبيده بنفخَةٍ واحدة من فمه!
ويخبرنا الربّ أنّ مجيئه يكون بغتةً كما يخرج البرق من الشرق ويلمع حتى الغرب.
وتظهر آية ابن الانسان في السماء فتنتحب جميع قبالئل الأرض لأنّ دينونتها قد حضرت وضاع خلاصُها. ويُشاهدون ابن الإنسان آتيًا على غمام السماء في تمام العزّة والجلال، ويُرسل ملائكته فيجمعون المُختارين من جهات الأرض الأربع (متى 30:24-31).
" يوم الربّ يأتي كالسارق في اللليل. حين يقولون سلام وأمان يدهمُهم الهلاك كما يدهم المخاض الحُبلى فلا يستطيعون الإفلات" (1 تسالونيقي 2:5-3).
"ويتوارى العُظماء الأرض في المغاور ويقولون أيتُها الجبال والصُخور انهدّي علينا واخفينا من وجه الذي على العرش استوى ومن الحمَل المُغضَب. جاء يوم غضبه العظيم فمَن يقوى على الثبات" (رؤيا 15:6-17).
"فتزول السماوات بدويّ قاصف وتنحلّ العناصر مضطرمةً وتحترق الأرض بما فيها" (2 بطرس 10:3).
"هلك عالَم الأمس غرَقًا أما السماوات والأرض في أيامنا فإنّ كلام الله أبقى عليها للنار في يوم الدِّين وهلاك المُنافقين" (5:3-7).
"فإذا كانت هذه الأشياء ستنحلّ، فما أحوجكم إلى قداسة السيرة والتقوى، تنتظرون وتستعجلون مجيء يوم الله" (12:3).
"اقتربت نهاية كلّ شيء. فكونوا أيقاظًا مُتزهِّدين لكي تُقيموا الصلاة، واجعلوا المحبّة شديدة بينكم"
(1 بطرس 7:3).
نحن المؤمنين فلا نرتعب لأننا نعيش على رجاء مجيء المسيح ثانيةً. ونستعجل ذلك اليوم لأنّ الربّ "يأتي لخلاص الذين ينتظرونه".
فمجيئُه خلاصٌ للكنيسة والمؤمنين من الضيق والاضطهاد الواقع عليهم من العالَم والمسيح الدجال: "يكون لكم في العالم ضيق، لكن ثقوا، أنا غلبتُ العالَم".
عندما يأتي يسوع ثانيةً يزول الكُفر ويُسحَق المسيح الدجال ويَنصُرُ المسيح الكنيسة والمؤمنين على عدوّهم إبليس. ويكون الموت "آخر عدوّ يُبيده".
وترتفع راية الكنيسة بالانتصار: "هوذا الأسد من قبيلة يهوذا قد غلب ومَلَك المُلك. مُلك العالَمين لربّنا ومسيحه".
نحن أبصارُنا إلى السماء "مُنتظرين الرجاء السعيد ومجيء مُخلِّصنا يسوع المسيح". فلنكُن ساهرين، متيقظين، متزهدين عن شهوات العالَم، ومُصلِّين بالروح.
"أجل إني آتي على عجَل. آمين. تعال أيها الربّ يسوع. نعمة ربنا يسوع المسيح معكم أجمعين. آمين"
(رؤيا 20:22_21).
* المرجع: كتاب الأب أنطوان يوحنا لطوف "المجيء الثاني للمسيح".