بينما تَفرضُ الشريعة تقديم الذبائح كفارةً عن الخطايا.
بهذا يقول للفريسيّين :
"بَطُلت الحاجة إلى هيكلُم وشريعتكم، ولا حاجةَ إليكُم كمُعلّمين".
قبل فداء الصليب لم يكُن بإمكان أحد أن يتبرّر بمجرّد أن يطلب مغفرة الله.
وقولُ يسوع إنّ العشّار تبرّر يعني أنّه تبرّر بذبيحة الصليب. فحتّى أبرار العد القديم لم يَخلُصوا إلّا بدم المسيح (عبرانيّين ٤٠:١١).
يسوع يُعلن البرارةَ بدمه، فهو .. "مات عن الناس جميعًا كي لا يحيا الأحياء في ما بعد لأنفُسهم بل للذي مات وقام لأجلهم" (٢ كورنتس ١٥:٥).
وصدم يسوع اليهود بالأكثر بقوله : "إنّ الفريسيّ لم يتبرّر، أي أنّهم جميعهم لم يتبرّروا. فهم جميعًا يدينون الناس بلا رحمة ويُحمّلونهم أثقالًا لا يمسّونها بإصبعهم، وهم مُراؤون ومملوءون خبثًا ونجاسةً، والربّ شملهم جميعًا بالويلات" (متى ١٣:٢٣~٣٣)
بهذا أدانَهم الربّ وألغى سلطانهم وأعلن زوال حُكم الشريعة وأنبأ بدمار الهيكل..
"فلا يُترَكُ حجرٌ على حجرٌ" (متى ٢:٢٤)
لا إنتقامًا من صالبيه بل لأنَّ عهد الهيكل قد انقضى. فبإكتمال تدبير الخلاص لم تَعُد هناك حاجةٌ إلى الهيكل.
"هكذا أحبّ الله العالم حتّى إنّه بذل ابنه الوحيد كي لا يهلك كلّ مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة" (يوحنّا ١٦:٣)
والخلاص يُنال بالتّوبة، حتّى لأعظم الخطأة. وقد اتّخذَ الربُّ العشّارَ مثالًا لأعظم الخطأة. فهو خائنٌ لأمّة اليهود ويَعمل للرّومان ويظلم النّاس ويخرب بيوتهم.
وجسامة خطيئته توازي خطيئة الزِّنى:
"الزُّناة والعشّارون يسبقونكُم إلى ملكوت السموات" (متى ٣١:٢١)
والربّ يُعلن أنّ هذا وأمثاله "نالوا البرّ مجانًا بنعمة المسيح": "جميع الناس خطئوا فحُرموا مجدَ الله لكنهم بُررِّوا مجانا بنعمته، بفداء المسيح" (رومة ٢٣:٣~٢٤) فلا برارة من دون توبة.
والعشّار لم يتبرّر لأنّه .. "يقيس نفسه بمقياس نفسه فيرى نفسه كاملًا" (٢ كورنتس ١٢:١٠)
ومن جعلَ نفسَهُ مقياسًا ونظَر إلى الآخرين ليدينهم لن يُدرك أنّه خاطئ، ولن يتبرّر.
الربّ ينظر إلى توبتنا وانكسارنا، وهو بهذا المثَل جعلَ التّوبةَ باب الملكوت.