"كلام الربّ ربّ الكلام".
لكن الأعظم أن كلمة الله حية تعطي الحياة.
إنّها الكلمة التي أقامت لعازر من القبر "هلمّ خارجاً" وكلمته لإبن إمرأة نائين "لك أقول قمم".
كلمة الله، الكتاب المقدّس ، لم يكتبها بشر بل كتبها أنبياء ورسل بوحي من الروح القدس كما يقول بطرس الرسول.
الروح أوحى المعاني والأنبياء كتبوا بلغتهم- فليس هناك تنزيل حرفي.
ويسوع الذي أوحى بالروح إلى الأنبياء قال إن كلامه "روح وحياة"، أي كلامه ينير ويشفي ويخلق ويجدد ويحيي.
الكتاب المقدّس غذاء القدّيسين وقد إشتهى النسّاك أن يكشف لهم الروح المعاني العميقة لكلام الله :
"إكشف عن عيني فأبصر معجزات من شريعتك".
وقال القدّيس إسحق إنّ التأمّل في الكلام الإلهيّ غذاء كالعسل فيه شفاء للنفس من أهوائها.
ويقول بطرس الرسول إنّ الملائكة يشتهون أن ينظروا في المعاني الإلهيّة التي في الوحي الإلهيّ.
وغاية الكتاب المقدّس أن يدلّ على المسيح.
لهذا شرح الرب لتلميذي عمّاوس ما ورد عنه في كتب موسى والأنبياء والمزامير.
أساس إيماننا اليقين أنّ كلمة الله موحاة من الله مباشرة كما في قانون الإيمان :
"الروح القدس الناطق بالأنبياء والرسل".
فكلمة الله تدل على المسيح، وقد تحقّقت جميع النبوءات عنه بمجيئه.
ويجب أن تفهم كتابات العهدين القديم والجديد بحسب معانيها في العصر الذي كتبت فيه، وفي الإطار التاريخي والحضاري والثقافي لذلك العصر، أي أن نستوضح معاني الكلمات كما كانت تعنية في الزمن الذي كتبت فيه.
وإنّ تفسير الكتاب المقدّس محفوظ حصرياً للكنيسة الجامعة الرسولية التي سبق فحدّدت الكتب القانونية التي هي حاليا "الكتاب المقدس".
أمّا إنكار الوحي الإلهيّ للكتاب المقدّس فيجعله كتاباً عادياً كتبه أناس عاديون وينكر أنه كلام الله الذي هو نور وروح وحياة.
وإذا كان الكتاب المقدّس كلاماً عادياً فلماذا قال الرب "السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول"؟
وفي آخر سفر الرؤيا تحذير حازم من أن يزيد أو ينقص أحد من الأسفار المقدّسة.
فحتّى الهراطقة وأصحاب البدع لم ينكروا الوحي الإلهيّ للكتب المقدّسة، ففي هذا الأمر إنكار لكل ما ورد عن المسيح في الأسفار المقدّسة، وإنكار لوحي المسيح، وإنكار لعمل الروح القدس، وللمسيح نفسه.
/الأب أنطوان يوحنا لطّوف/