كان لي زميلٌ بالجامعة من الهند يقرأ الكفّ.
كشف لي أنّ "مُعلّمه" طلب منه، لكي يُتقِنَ هذه الممارسة، أن ينام في القبور لأيّام.
وأخبرني أنّ قراءة الكفّ ترتبط بالتّنجيم.
فقراءة الكفّ ليست علمًا كما يزعمون، بل هي ممارسةٌ غيبيّة تَحضُرُ الأرواح الخبيثة في أثنائها.
لأنّه، إن كانت خطوط اليد هي التي تحدّد ما يقوله قارئ الكفّ، فلماذا يستعين بالنّجوم وبالأرواح التي تسكن القبور، والتي تسكن فيه وتُعينه في عمله؟
لكن كيف يعرف أمورًا حدثت بالفعل؟
لأنّ الأرواح التي ترافقه تخبره بها، إذ يصعُبُ التّصديق أنّه يمكن معرفة أحدث ماضية ووقائع حاضرة، وأحداث آتية، من خطوط اليد.
لهذا فالخضوع لجلسة قراءة كفّ هو كالخضوع لجلسة كشف الغيب عند العرّاف.
فكلٌّ من لعرّاف، وقارئ الكفّ، يقرأ الغيب ويتكهّن (كذبًا وباطلًا) بالحاضِر والمستقبل، وتكون الأرواح هي التي تعطي المعلومات، التي غايتها الأذيّة.
فهذه المممارسة هي دجلٌ وتضليل وخِداع، والمستعين بها يقع في الوساوس ويزداد فضولًا لمعرفة الغيب بقراءة الكف ثانيةً، أو بطرق أخرى، وفي كلّ ذلك لا يستفيد شيئًا ويعرّض نفسه لخطر تأثير الأرواح الخبيثة.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/