١- لم تكن هناك، ولن تكون لحظة في التاريخ حيث السلطان لإبليس على العالم.
فمهما تعاظمت الشرور، ليس هناك برهة حيث المسيح ليس سيد العالمين المنظور وغير المنظور، كما قال الكتاب: "خرج (من عند الله الآب) غالباوليغلب أيضا" (رؤيا ٢:٦).
فلو كانت هناك لحظة واحدة فقط حيث يستلط إبليس على الخليقة لصار إبليس أقوى من المسيح.
٢- وعد الله حواء قائلاً : "نسلك يسحق رأس الحية".
لم يكن هذا القول نبوءة للمستقبل بل حكماً تحقّق في اللحظة عينها.
فالشيطان مدوس ومسحوق الرأس من تلك اللحظة وحتى آخر الأزمنة حيث ينتهي ذلك السحق بالقضاء الكلّي عليه وزوال سلطانه بمجيء المسيح.
٣ - كان الوعد بالغلبة للمرأة حواءوالغلبة تتحقّق بالمرأة مريم حواء الثانية التي بولادتها المسيح نقضت ما نجم عن هزيمة حواء التي أصابت جنسنا أيضاً.
فالغلبة تتحقّق بواسطتهاوتكون الغلبة غلبتها هي أيضا.
٤- هذه الغلبة حاضرة الآن، لكن ليس بعد على مثال إمرأة حبلىمولودها حاضر الآن، لكن ليس بعد فيما يسمّى "الإنشداد الأخروي" حيث الكنيسة في صراع دائم ضد إبليس و قوى الشر جميعاً والمسيح وأمّه مريم لهما الغلبة التي تتحقّق نهائياً بإنتصار الكنيسة بصلوات مريم العذراء وبقوّة مجيء المسيح الذي "يبيد إبليس بنفخة من انفاس فمه ويمحقه بضياء مجيئه " (٢ تسالونيكي ٨:٢).
٥- لهذا، لم تكن لحظة موت المسيح لحظة غلبة لإبليس، بل هزيمة له لأنّ المسيح "مات من اجل خطايانا" (١ تسالونيكي ٣:١٥)
وغلب إبليس "وداس الموت بالموت" ومنحنا نحن أيضاً الغلبةعلى إبليس وقوى الشر جميعاً.
فنحن غالبون في كل لحظةبموت ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح وذبيحة جسده وفداء صليبه له المجد والعزّة والسلطان إلى الدهور. آميـــــــن.
* أدناه: أيقونة البانتوكراتور، أي المسيح الضابط الكل.